ذعر وقلق ساد الولايات المتحدة.. حالة من الترقب وسط مخاوف بسقوط أكبر اقتصاد في العالم عقب إعلان الباحث الأمريكي "جيرالد سيلانتي"، الذي تنبأ بسقوط الاتحاد السوفيتي والأزمة المالية الآسيوية، عن توقعاته بانهيار تام للدولار وقيام ثورة جوعي أمريكية واعتصامات وانتفاضات وأعمال الشغب تجتاح البلاد خلال العامين المقبلين.. وتزامن مع هذه التوقعات حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار يشهدها الاقتصاد الأمريكي جراء أزمة الديون الخانقة والمدمرة التي تعصف به الآن وتنذر بانهياره.. ومع إقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعمق الأزمة سياسياً واقتصادياً خيمت صورة قاتمة علي المواطنين الأمريكيين نتيجة الأوضاع المعيشية المتردية وارتفاع معدلات البطالة.
بعيداً عن نمط التوقعات الفلكية والأبراج تستند تصريحات سيلانتي، الذي يتمتع بمصداقية عالية ويحظي باحترام كبير في الأوساط الإعلامية الكبري والأوساط العلمية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، إلي أسُس علمية، فهو كاتب وباحث متخصص في مجال المستقبليات، أسس معهد بحوث متخصصاً في رصد التوجهات المستقبلية العامة عام 1980 ومنذ ذلك الوقت وأصدر العديد من التوقعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحققت لاحقاً، وكانت أبرز توقعاته الأزمة المالية الآسيوية عام 1997 وانهيار الاتحاد السوفيتي قبل نحو سنتين من سقوط هذه الإمبراطورية، و توقعه انهيار سوق الأسهم في أمريكا عام 1987 وكان آخر ما حذر منه هو حرب العراق خطر الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها الأمريكيون في العراق وأفغانستان ومن الطريقة التي تعاملت بها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والإدارة الأمريكية الحالية في هذين البلدين بما أحدثته من وسائل للقتل الإبادي والجماعي. كما أن سيلانتي حذر من أن بلاده فقدت المصداقية الأخلاقية علي يد قادتها الذين خاضوا حروبا بحجج واهية، "كحماية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان"، مما أفقد المواطن الأمريكي الثقة في قادة بلاده وبات يري ما يدفعه من ضرائب لا تعود بالفائدة علي استقرار بلاده ومن ثم عليه.
ويتوقع سيلانتي اندلاع ثورة في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يحن وقتها بعد ولكنها علي الطريق، ويقول إن هذه الثورة ستقترن بأعمال شغب واسعة النطاق واعتصامات وانتفاضات ضد الضرائب والبطالة والجوع، وفقاً لما أذاعته المحطة الإخبارية الأمريكية الشهيرة فوكس نيوز. ويوضح أن الغذاء سيكون الهمّ الأول لدي الناس، ويعبّر عن ذلك بجملة موحية يقول فيها "سيكون وضع الطعام علي المائدة أكثر أهمية من وضع الهدايا تحت شجرة الميلاد". وأكثر ما أثار الذعر في نفوس الأمريكيين والعالم بأسره قوله إن الدولار الأمريكي سينهار وسيفقد حتي حدود 90٪ من قيمته في المستقبل القريب المنظور، وستتدهور مبيعات محلات التجزئة، ويمضي قائلاً بأن الولايات المتحدة الأمريكية، القوة العظمي، في طريقها لأن تتحول إلي دولة متخلفة وأن الوضع سيكون أسوأ من حالة الكساد الكبري في ثلاثينات القرن الماضي. ويؤكد سيلانتي أن ما يتحدث عنه ليس توقعات مستقبلية متوسطة أو بعيدة المدي، وإنما عن المستقبل القريب جداً ومداه بين عامي 2012 و 2014 ويؤكد ذلك توقعات المسئولين في الحكومة الأمريكية في أن يظل معدل البطالة في الولايات المتحدة مرتفعاً عند نحو 9٪ خلال 2012 وأن ينخفض إلي 8.5٪ في عام 2013 مما يضفي مزيدا من القتامة علي آفاق الاقتصاد الأمريكي. وقال مكتب الإدارة والموازنة التابع للحكومة في تقرير حديث إنه يتوقع أن يظل معدل النمو الاقتصادي منخفضا عند 1.7٪ حتي نهاية العام الجاري وأن يرتفع فقط إلي 2.6٪ في عام 2012.
والإدارة الأمريكية الحالية تمارس سياسات غريبة ولاسيما حيال معالجتها للأزمة المالية التي مازالت تجتاحها علي حد قول سيلانتي، وأن ما سيفاقم الأزمة هو الإنكار لحالة الركود الراهنة، وعدم الاعتراف بالجذور الضاربة بعمق في المجتمع الأمريكي لهذه الأزمة. وأوضحت صحيفة واشنطن تايمز أن أزمة الديون الراهنة بدأت تترك تداعياتها المدمرة علي اقتصاد البلاد وإن الأحوال بدأت تسوء أكثر فأكثر. وفي البيانات الجديدة المتعلقة بالناتج القومي المحلي والتي أصدرتها وزارة التجارة الأمريكية تكشف عن التراجع في النمو الاقتصادي بنسبة 00.4٪ في الربع الثاني من عام 2011 والذي قدر بنحو 1.3٪ بعد أن كان قيمته 1.9٪ في الربع الأول من العام نفسه مما ينذر بالخطر، ويشير إلي أن البلاد واقعة تحت تأثير كساد اقتصادي كبير. ويؤكد الباحث الأمريكي أن إدارة أوباما ضخت في جيوب وأرصدة الشركات العملاقة الأمريكية والتي تعثرت بسبب الأزمة المالية التي تعصف بأمريكا منذ عام 2007 ما يعادل 13 تريليون دولار حتي منتصف العام الحالي علي حساب المواطن الأمريكي الذي يتراجع دخله. ويضيف سيلانتي قائلاً حتي إن الإصلاحات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية لمعالجة آثار الأزمة المالية ولإصلاح البنوك في البلاد هي إصلاحات تزيد من مساحة فرض المزيد من الضرائب علي المواطن الأمريكي لكنها بالتأكيد لا تمس جيوب الأغنياء. من جانبها حذرت صحيفة نيويورك تايمز من أن أزمة الديون بدأت تنذر بتداعيات ومخاوف من إفلاس العديد من المؤسسات في الولايات المتحدة، موضحة أن مقاطعة جيفرسون بدأت تشهد تداعيات تلك الأزمة بشكل كبير. وأوضحت الصحيفة أن دروساً قاسية ومؤلمة يعانيها الأهالي في جيفرسون جراء الأزمة المالية، في ظل تزايد معدلات الديون الأمريكية المتراكمة. ولذلك فإن الولايات المتحدة ستمر بحالة انتقالية لن يكون هناك أحد مستعد لها. ومن ثم فإن فقراء المدن سيهددون نظام المجتمع. وتوقعات أخري تقول إن الطبقة الوسطي في أمريكا والعالم قد تتولي قيادة الثورة الجديدة. ويضيف سيلانتي: سيتضخم عدد الفقراء والمشردين بوتيرة لم نشهد لها مثيلاً من قبل، ومدن الخيام التي بدأت بالظهور سنري المزيد منها. ويقول أيضاً إن مناطق شاسعة من الأراضي الخالية سيقطنها الناس بمجرد وضع اليد عليها، وستنتشر الجريمة بأشكال أكثر شراسة بفعل انتشار المخدرات. وثورة فقراء المدن كان قد تنبأ بها تقرير لوزارة الدفاع البريطانية صدر العام الماضي، وقال إن الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والطبقة الوسطي ستقود إلي الثورة خلال 30 عاماً.
والآن وبعد تحقق توقعات سيلاتني خلال الفترة الماضية وفي ظل ما تشهده المنطقة العربية اليوم من ثورات، هل سيسقط أكبر كيان اقتصادي في العالم، الذي يتحكم في مصير ومستقبل دول بأكملها، وإذا افترضنا نجاح توقعات سيلانتي، فذلك سيعني أن النظام العالمي الذي قام بعد الحرب العالمية الثانية هو اليوم في طريقه إلي الانهيار، وأن سيكون هناك نظام عالمي جديد يقود العالم لم تظهر مؤاشرته بعد.
العنوان : عالم مستقبليات "جيرالد سيلانتي" أمريكا علي أبواب ثورة جياع !
الوصف : ذعر وقلق ساد الولايات المتحدة.. حالة م...
الوصف : ذعر وقلق ساد الولايات المتحدة.. حالة م...
0 الردود على "عالم مستقبليات "جيرالد سيلانتي" أمريكا علي أبواب ثورة جياع !"
إرسال تعليق