هل سيكون مضيق هرمز فتيل الحرب العالمية الثالثة؟






كل المؤشرات الحالية، ومنذ الأسبوع الماضي، توحي بأن الحرب الأمريكية- الإسرائيلية، ضد إيران قد تندلع قريباً.. قد تكون نهاية هذا الشهر لا ندري؟ ولا يستطيع أي مراقب مهما كان فطناً، وبارعا في قراءة السياسة الدولية.. والمناورات العسكرية، بين البحرية الإيرانية في خليج عٌمان ومضيق هرمز، وبين الأسطول الخامس الأمريكي، الذي يتخذ من البحرين قاعدة له، والسفن الحربية الأمريكية على المياه الإقليمية الخليجية، المصحوبة بهالة إعلامية دولية ضخمة ومركزة.. وتتطور بصورة متسارعة يوماً بعد آخر؛ فبالنظر إلى التصريحات والتهديدات المتبادلة، للمسؤولين الإيرانيين والأمريكيين، وعمل مقاربة لها،لا يمكننا كصحافيين سوى إدراجها ضمن حربٍ كلامية وإعلامية، غير مسبوقة، خلال السنوات الماضية.. يمكن أن تتطور إلى حرب فعلية.
تتصارع بها قوتان إقليميتان 'إيران وأمريكا'، من أجل التفرد بالنفوذ في المنطقة العربية، والتحكم بثلثي النفط العالمي، من منطقة الخليج العربي، عبر مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله 18مليون برميل نفط يومياً.
صحيح أننا شهدنا مناورات بحرية إيرانية خلال العامين 2007-2008، وتهديدات أمريكية، وأحداثا مشابهة للعقوبات الحالية على إيران(فرض حضر على صادراتها النفطية)، إلا أنها لم تؤثر على الاقتصاد الإيراني، مثلما أثرت هذه العقوبات،( تراجع الريال الإيراني إلى مستوى قياسي، بعد يومين فقط من تطبيق عقوبات تجميد صادرات إيران النفطية)، ولم تؤثر في المقابل على طموحات إيران النووية ووتيرة إنتاجها، بإجرائها السبت الماضي (أول تجربة على قضيب نووي منتج محلياً). وربما يفيد التذكير أن في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، عام 2007 وبالتحديد منتصف شهر آب من العام نفسه، اعتبرت واشنطن الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وردت طهران مهددة بـ 'صواريخنا قادرة على إغراق السفن الأمريكية الحربية في الخليج' وأن مداها يصل 2000 كيلو متر، وأن صاروخ شهاب3 بمقدوره أن يصيب إسرائيل.. وقرع الرئيس جورج دبليو بوش في العام التالي 2008، طبول الحرب ضد إيران مجدداً.. وقال 'إيران لا تزال تشكل خطراً..' بعدما عقب على تقرير أصدره ستة عشر جهاز مخابرات أمريكيا، أكد أن إيران أوقفت برنامجها النووي.. بأنه أي البرنامج النووي الإيراني يمكن أحياؤه في أي لحظة.. وكذلك في أواخر العام نفسه، وبعد فشل مفاوضات الفرصة الأخيرة حول البرنامج النووي الإيراني في جنيف، ووصولها إلى طريقٍ مسدود، بمشاركة وفد إيراني برئاسة سعيد جليلي، وآخر أوروبي قاده خافيير سولانا.. ومع ذلك لم تندلع الحرب ضد إيران في ذلك التوقيت،لا قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، ولا بعدها. إلا أن علينا أن لا ننسى أن توقيت شن الحرب على العراق كان مفاجئاً، وأفاق العرب على القصف الجوي الأمريكي بالقنابل الفسفورية الحارقة وصواريخ كروز.. فجر التاسع من نيسان عام 2003. 
ان المناورات العسكرية الإيرانية المستمرة هذه الأيام، كسابقاتها.. إلا أننا نرى غير ذلك.. فالعبارات وحِدة التهديدات الإيرانية والأمريكية هذه المرة مختلفة تماماً، وكذلك التطورات الإيرانية في الإنتاج النووي الإيراني باتت كبيرة جداً، والتجهيزات كذلك لهذه الحرب ضخمة وبكل المقاييس، أقوى بكثير من الأعوام السابقة، إيرانياً وأمريكياً، سواء العسكرية التكنولوجية أو المالية الحربية(تخصيص الولايات المتحدة 235 مليون دولار لتطوير وسائل دفاعية، ضد الصواريخ والقذائف، التي يمكن أن يطلقها حزب الله اللبناني'بحوزته 40 ألف صاروخ'، وإيران باتجاه إسرائيل، وإعلان البيت الأبيض عن بيع الولايات المتحدة للسعودية طائرات أف 15 (أس.أي) متطورة بقيمة 29.9 مليار دولار). مما يرجح أن فتيل الحرب الإيرانية المتوقعة مع أمريكا وإسرائيل.
قد يشتعل في أي لحظة قريبة، وسيحرق قواعد أمريكا في الخليج، وأن مضيق هرمز بالتأكيد سوف يكون فتيل هذه الحرب.. ربما بداية هذا العام الميلادي الجديد، أو خلال الربع الأول منه، ليس فقط اختبار إيران صواريخ أرض جو(بحر جو من على سفنها الحربية بخليج عُمان) متوسطة المدى يوم السبت الماضي 31 كانون المنصرم، التي يصل مداها إلى 35كيلو متر، وهي ستوفر الحماية للسفن الإيرانية، إذا ما أغلقت مضيق هرمز، رداً على حضر صادراتها النفطية، تلك الصواريخ التي تتميز بتقنية التفلت من التشويش الراداري. وإنما بإجرائها أول تجربة على قضيب نووي منتج محلياً، وعدم التخلي عن طموحاتها النووية، من شأن ذلك أن يزيد الأمور تعقيداً، ما بين إيران ودول الغرب، ويزيد في الوقت نفسه من دبلوماسية حافة الهاوية، التي أطلقتها إيران، ويدلل على فشل سياسية المزيد من العقوبات على طهران، لثنيها على المضي قدماً بنوويتها، ونقطة اللاعودة؛ ولم يكن مفاجئاً تزامن ذلك كله مع دعوة طهران للحوار والمفاوضات، من قبل وكالة الطاقة الذرية ومجموعة الست، وهذا ما قد يزعج واشنطن، ويجعلها هي من تبادر بقصف البرنامج النووي الإيراني ومراكز التخصيب النووي، بقذائفها وطائراتها الحربية الأمريكية، مشعلة هذه الحرب النووية المدمرة.. التي سيكون القادة الخليجيون ونفطهم وأراضيهم، الخاسر الأكبر من هذه الحرب، وسترتفع أسعار النفط إلى أكثر من 300 دولار للبرميل، ولا نستطيع تكهن آثار ذلك على سبل المعيشة في العالم، والمنطقة العربية واليمن على وجه الخصوص، المنهار اقتصادياً أصلاً جراء مواجهات الحرب الأخيرة في صنعاء بين نظام الرئيس اليمني صالح المنتهية صلاحيته، وأنصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، والفرقة الأولى مدرع المنشقة في شهر مارس بعد شهر واحد على الانتفاضة وثورة شباب التغيير اليمنية. والذي قد يتسبب في تعثر أو يلغى مؤتمر إعادة أعمار اليمن، المقرر عقده أواخر الشهر الجاري، في العاصمة السعودية الرياض، إذا ما اندلعت هذه الحرب.. ولا نتمنى ذلك، ونتمنى أن نكون مخطئين في تحليلاتنا. 
محمد رشاد عبيد - اليمن
العنوان : هل سيكون مضيق هرمز فتيل الحرب العالمية الثالثة؟
الوصف : هل سيكون مضيق هرمز فتيل الحرب العالمية الثالثة؟  كل المؤشرات الحالية، ومنذ الأسبوع الماضي، توحي بأن الحرب الأمريكية- الإسرائي...

0 الردود على "هل سيكون مضيق هرمز فتيل الحرب العالمية الثالثة؟"

إرسال تعليق