إن علم الفولكلور والأساطير من أبواب البحث العلم الهامة وثيقة الصلة بالعلوم الجنية هو، وللأسف أهمله كثير من المعالجين ولم يلتفت لأهميته إلا القليل منهم، وممن اهتم بهذا الباب من شيوخ المعالجين فضيلة الشيخ (رفاعي سرور) حفظه الله ورعاه، حيث دون كتابه القيم (عندما ترعى الذئاب الغنم) وهو مؤلف من جزئين، وكان هذا الكتاب هو فاتحة البحث لدي في هذه العلوم، فهذه العلوم تمثل البعد الثالث لواقع السحر والسحرة وتكشف عن مدى عمق تسربهم وتغلغلهم داخل المجتمعات بشكل عام، حيث أن هذا الموروث الوثني يتناقله الناس والشعوب فيما بينهم، فلم يسلم المسلمون عبر الزمان من تسرب هذه النفايات العقائدية إليهم، فبني إسرائيل تسرب إليهم عبادة العجل، والعجل حيوان مثله مثل الذئب، ففي نهاية المطاف عبد نفر من بني إسرائيل العجل، وحدث هذا في وجود نبي معهم وهو هارون عليه السلام، فلا يستبعد أن يقع هذا فينا في عصر ضمور وانحلال أمة المسلمين.
وقد خرج علينا في زماننا هذا مزاعم كثيرة حول حيوان من الحيوانات وهو الذئب، وبالحث في التاريخ والأساطير والعادات والتقاليد الوثنية وجدنا أن للذئب أهمية لدى المعتقدات الوثنية، وقد بدأت هذه المعتقدات تأخذ طورها في أمة المسلمين، وهذا نذير شر يحيق بنا، ويجب كشف هذه الحقائق وتبصير الناس بها، فقد راجت في عصرنا معتقدات محدثة عن علاقة الذئب بالجن والشياطين، وتنوعت المزاعم ما بين المحتمل والخرافي، وكثر أصحاب هذه المزاعم، فما عدنا ندري من منهم الذئب ومن الحمل، هذا بخلاف ما سنجده من خرافات بالبحث في أبعاد أساطير الآلهة الوثنية، والتي تمثل قصص صراعات الجن باعتبارهم الآلهة المعبودة لدى المجتمعات الوثنية السحرية، هذا بخلاف الوحي الشيطاني المتمثل في الموروث العقائدي الوثني المرتبطة بالتناسخ الأرواح وانتقالها من الحيوانات إلى البشر.
ولقد بلغ الأمر ذروته في اعتقاد البعض بصحة هذه المزاعم، ممن أقحموا أنفسهم في الطب الروحي حتى ظنهم العوام مرجعا علميا! سندهم في هذا إما نقلا عن كلام الجن، وإما تجارب مفتقدة للضوابط الشرعية والعلمية، وبالتالي لا يصح ثبوتها بحال، فالتجربة وحدها لا تكفي لإثبات أمر غيبي متعلق بعالم الجن، خاصة وأن للشياطين تلاعبهم بالبشر الذي لا يخفى إلا على جاهل بهم، ناهيك عن سوء فهم الكثيرين لما ينقلونه عن الجن، والمغالطات في تقييمهم للتجارب، وهنا يأتي أهمية دور البحث العلمي لكشف الحقائق التي أهمل الكثيرين البحث عنها قبل تبنيهم لهذه المعتقدات أو الحكم عليها حكما شرعيا متكاملا.
وسوف نكتشف بالبحث أن الذئب ما هو إلا نوع من الكلاب، يتفق معها فحمض نووي مشترك، وتشريح واحد، بل سيثبت بالحث أن الكلاب هي نوع من الذئاب مدجنة ومستأنسة، وفي ضوء الشريعة سوف نكتشف حرمة ثمن الكلب، ونجاسته التي تقضي الغسل بالتراب، وأن من يقتنيه يحبط عمله قيراطان، ولا تدخل بيته الملائكة.
وقد ذكر الذئب في كتاب الله العظيم ثلاث مرات، فمن قصة يوسف عليه السلام وإخوته قال تعالى: (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَب ْوَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ * قَال َإِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ *قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ * فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُب ِّوَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ * قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِب ٍقَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف: 13: 18]، فالقصة رغم أنها تسرد كذب مزاعم إخوة يوسف عليه السلام، إلا أنها تجسد شراسة الذئب وضراوته، خصوصا على الأطفال الذين لا يملكون حيلة أمام مكر الذئب ودهاؤه، فقد يفترسهم كما يفترس الأغنام لتقاربهم في الحجم، ولا مانع من افتراس رجل ضخم إذا خارت قواه وانعدمت حيلته، رغم أن الذئاب تتجنب البشر قدر الإمكان.
فعن أبي الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)، فقد شبه استحواذ الشيطان باقتناص الذئب القاصية من الغنم، وهذا لما اتصف به الذئب من الغدر والمكر، وقد أشار النص إلى أهمية الصلاة ، وأن تركها في جماعة من أسباب استحواذ الشيطان على الإنسان رغم أنه لا سلطان له على المؤمنين، قال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) [الحجر: 42]، إلا أن هذا النص استثناء من القاعدة.
وهناك تشبيه دارج فيشبه فلانا من المنافقين المتستر بثوب البراءة بأنه مثل (الذئب في فراء الحمل) فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج في آخر الزمان رجال يجتلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلودالضأنمن اللين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب يقولالله عز وجل: أبي يغترون؟! أم علي يجترئون؟! فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم حيران).
وعن هذا المثل يقول الدكتور إمام عبد الفتاح إمام: (اعتقد الذئب أنه لو تخفى لاستطاع الحصول على صيد وفير، فوضع على جسمه جلد غنم ليخدع الراعي، ولحق بالقطيع في أرض العشب دون أن يكتشف أحد أمره، وعندما هبط الليل أغلق عليه الراعي الحظيرة مع الغنم، ولما شعر الراعي بالجوع استل سكينه، وراح يذبح أحد حيواناته ليعد طعام العشاء، وكان هذا الحيوان هو الذئب. المغزى الأخلاق (أن تزعم لنفسك شخصية يمكن أن يوقعك في متاعب خطيرة، بل قد يكلفك حياتك) والقصة وردت على لسان المسيح عليه السلام (احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم) [متى: الإصحاح السابع: 15 _ 16].
الذئب وفصيلة الكلبيات:
تصنف الذئابعلميا من فصيلة الكلبيات Family Canidae، وعائلة الكلبيات تضم (الكلاب Dog)، و(الذئاب Wolf)، و(الثعالب Fox)، و(ابن آوى Jackal)، كما أن (ابن آوى) هو الاسم الذي يطلق على أي من الفصائل الأربعة الصغيرة أو المتوسطة الحجم والتي تنتمي لعائلة الكلبيّات، ومن رتبة الضواري (المفترسة Disambiguation)، وهي حيوانات مطاردة، وتقتل الحيوانات الأخرى بغرض الغذاء، أي من رتبة آكلات اللحوم Carnivore. وأكثر أعضاء هذه الفصيلة تقاربا هي الكلاب والذئاب.
الذئب يصنف علميا من:
مملكة: الحيوان.
شعبة: الحبليات الطائفة.
شعيبة: الفقاريات.
صف: الثدييات.
رتبة: الضواري آكلة اللحوم.
فصيلة: الكلبيات.
ومن أسماء الذئب: لحيف، وأوس، والسرحان، والسيد، والعسال، والأزل، والخاطف، والعملس، والسلق، والسمسام. وكنيته أبا جعدة، وأبو مذاقة، وأبو رعلة، وأبو سلعامة، وأبو العطلس، وأبو كاسب، وتدعيالعرب أنالذئب ينجب منالضبع ويسمى الولد السمع، ويسمى ولد الضبع من الذئبة عسبار.
وصوت الذئب يسمى العواء، وابنه يسمى الغلو، يعيش من 16 إلى 20 سنة،وتزن معظم الذكور مكتملة النمو ما بين 35 إلى 55 كجم، ويصل طوله ما بين متر ونصف إلى المترين، وارتفاعه عند الكتفين ما يقرب من 75 سم، والإناث أصغر حجماً من الذكور.
ويتمتع الذئب بنوعية فراء عالية الجودة، من جهة كثافة وغزارته، وقوة شعيراته، هذا بخلاف تنوع وتعدد ألوانه الرائعة والجذابة، ما بين الأبيض الناصع، والرمادي، والأسود والبني بدرجاته، لذلك كان الذئب على مر العصور مطمعا للصيادين وتجار الفراء حول العالم، لذلك تعرضت أنواع كثيرة من الذئاب للانقراض بسبب عمليات الصيد المكثفة التي أتت على أنواع كثيرة منها، سواء بإطلاق الرصاص عليها أو نصب الفخاخ أو تقديم اللحوم المسمومة إليها.
والذئب ماهر في اصطياد فريسته، فهو حاد النظر، ذو حاسة شم قوية، فيشم رائحة فريسته من على بعد كيلومترين. ويتسم بالشراسة وقوة الجسد والفكين، سريع العدو وهو حيوان ماكر حاد الذكاء، وواسع الحيلة، فيفترس الحيوانات الكبيرة مثل البقر والأيل والرنة، فتتحرك الذئاب في شبه جماعة فتطاردها حتى يصيبها الإعياء فتلتف حولها ثم تنقض عليها وتفترسها، وفي الحالات العادية تقترب منها بهدوء وحذر شديدين بعكس اتجاه الريح حتى لا تشمرائحتها، إلى أن تحيط بالفريسة فتنقض عليها، خاصة الحيوانات الضعيفة والهزيلة، وهناك زعم أن الذئب لا يهاجم ا لإنسان عادة، إلا في حالة الجوع الشديد وندرة الطعام، وحينها يعوي الذئب لحشد قطيع الذئاب للانقضاض عليه وافتراسه.
الكلب: تم تدجين هذا الحيوان واستؤنس قبل 14000 إلى 150000 سنة. فهو حيوان يجمع بين صفات الكلبيات من الذئاب والثعالب، .. ويعتبر الكلب من أوائل الثدييات التي روضها الإنسان من الذئاب التي كانت قد ظهرت منذ 60 مليون سنة. وعاشت معه طوال 14 ألف سنة. وصوت الكلب يسمى النباح والزمجرة، وابنه يسمى جرو وجمعها جراء.
ورغم هذه الاختلافات في كل فصائل الكلاب إلا أنها جميعها متطابقة من الناحية التشريحية. فعدد عظام الهيكل العظمي 321 عظمة. وتختلف السلالات في أعداد عظام الذيل. لكن قفصها الصدري يتكون من 13 زوج من الأضلاع والعمود الفقاري يتكون من 7 فقرات بالرقبة و13 فقارة بالصدر و7 فقرات قطنية و3 فقرات بالعجز. والرجلين الخلفيتين بكل منهما 4 مخالب بأربعة أصابع. وتوجد مخالب بأربعة أو خمسة أصابع بها. وم28 سنة مؤقتة لكن بعد عمر 6 شهور تستبدل ويصبح عددها 42 دائمة.
ويستفاد من الكلاب في حراسة الممتلكات والأفراد، ورعاية الأغنام، وفي الصيد، وجر العربات، وفي قيادة المكفوفين والصم، ويستفاد من حاسة شمه القوية في اقتفاء الأثر المطلوبين أمنيا، والتعرف على المجرمين ، والكشف عن المخدرات، والكشف عن المفرقعات وحقول الألغام، ويتم استخدامهم في بعض الأعمال العسكرية وتفجير الأهداف المعادية، وتستخدم في عمليات الإنقاذ للبحث عن المفقودين تحت الردم والثلج وفي المياه، وفي تعذيب المعتقلين في السجون بتسليط الكلاب المسعورة عليهم، بل ويصل التعذيب إلى درجة تدريب الكلاب على اغتصاب المسجونين جنسيا، خاصة في الصين حيث يتم معاقبة الزاني عندهم بأن يطأه كلب مدرب على هذا الفعل النجس الخبيث.
وبعض شركات صناعة الدواء تصطادهم للقيام عليهم بتجارب طبية ودوائية، وفي مصر قديما كان هناك من يقوم باصطياد الكلاب الضالة، فكان يلقي إليهم باللحوم المسمومة فيتساقطون ثم يقوم بجمعهم في سيارة خاصة للتخلص منهم، لذلك كان يطلق عليه لقب (السِّمَّاوي)، وفي بعض الفترات كان يتم التخلص منها بإطلاق الرصاص عليها، واليوم صارت مصر مرتعا للكلاب الشاردة تجوب طرقاتها لتزعج النائمين بصوت نباحها المتواصل الذي يقطع سكون الليل، بينما تم التخلص من كلاب الشاردة في بلاد الحجاز، حتى عز أن تجد كلبا ضالا في الطريق، فبعض الكلاب قد تكون مصابة بمرض (السعار) فتصيب من تعضه بداء الكلب (السعار Rabies) (هو مرض فيروسي التهاب حاد في الدماغ و يصيب الإنسان و معظم الحيوانات ذات الدم الحار و لكنة نادر الظهور في الحيوانات النباتية. عندما يصيب المرض البشر دون الحصول على اللقاح يكون قاتلا بمجرد بداية ظهور الأعراض إلا أن تعاطي اللقاح بعد العدوى مباشرة يمكن أن يمنع الأعراض من الظهور).
الثعلب: حيوان وحشي يألف الصحاري والمناطق شبه المقفرة الكائنة في غربي الولايات المتحدة. هذا الثعلب يعتبر ثعلبنموذجي، إذ أن جسمه نحيل وذيله طويل على شكل ريش، أذناه كبيرتان، وسيقانه طويلة ونحيلة. يبلغ طول رأسه وجسمه حوالي 52 سنتيمتراً، أما طول ذيله فيبلغ حوالي 32 سنتيمتراً ويصل وزنه إلى 2.5كلغم تقريباً. يقتات الصغير منها على القوارض التي تجول في الليل وعلى الأرنبيات والزواحف، وينشط في الصيد ليلاً، ويعيش في جماعات، وهو مهدد بالانقراض بسبب اصطياده للانتفاع بفرائه، وضوت الثعب يسمى الضباح أو الهرير، وابن الثعلب يسمى الهجرس.
ابن آوى: حيوان بري يتراوح حجمه بين الثعلب والذئب، لكنه شديد الشبه بالثعلب، بوجهه المستدق الطرفوأذنيه الكبيرتين وجسمه، وهو خفيف البنية وله سيقان طويلة الجزء السفلي منها أبيضاللون، معطفه أحمر تحيط بعنقه حلقتان قرميديتان حمراوتان، وذيله الكثيف ينتهي بطرفأسود، يبلغ طول رأسه وجسمه حوالي 100 سم ويزن نحو 10 كلغ.
التجانس بين الذئب والكلب:
وقد أجمعت المصادر العلمية على أن الذئب ينحدر من فصيلة الكلبيات، إلا أنه أكبر حجما، فهو يشبه الكلب إلى حدّ كبير جدا، هذا بخلاف التوافق في الحمض النووي ووجود سلالات مشتركة بينهما كما في الذئب الرمادي والكلب الألماني الوولف، ولكن الذئب يختلف عنها بقوائمه الطويلة وأقدام الكبيرة، وكثافة شعر ذيله الطويل، ورأسه العريض واستدارة أذنيه، وإن كان من الصعب تدجين الذئاب واستئناسها، إلا أن هناك أنواع من الذئاب تم استئناسها وصارت في حكم الكلاب.
وما يجهله الكثيرون أن الذئب يعود لفصيلة الكلاب شأنه شأن حيوان الثعلب، ومن المتوقع أن ظهوره كان قبل 40 مليون سنة (العصر الباليوسيني)، وكانت في ذلك الوقت تمتلك مخالب شبيهة بمخالب القطط وخمسة أصابع، وقبل مليون سنة انقسم هذا الكائن إلى جيلين مختلفين يمثلون الذئاب والكلاب، ومع مرور العصور بدأت الصفات البيولوجية للذئب في التغير من حيث كبر الرأس وطول الأقدام عن ذي قبل وأصبحت الأنياب أكثر حدة. كل هذه الأمور حدثت في العصر (البلستوسيني) حتى أصبح الذئب بشكله المعاصر والمعروف لنا.
أما (الذئب الرماديّ Gray Wolf، الذي يعرف أيضاً بذئب الغابات أو مجرد الذئب wolf في العربيّة، هو حيوان لاحم من فصيلة الكلبيّات يتشارك في سلفٍ مشترك مع الكلب المستأنس كما تظهر الدراسات لحمضها النووي. كانت الذئاب الرماديّة منتشرة فيما مضى في أمريكا الشمالية، أوراسيا، والشرق الأوسط، أما الآن و بسبب أنشطة الإنسان كالصيد و تدمير المساكن فقد تراجعت جمهرت الذئب الرماديّ بشكلٍ كبير و أصبحت تشغل جزء صغير من موطنها السابق. يعتبر الذئب الرماديّ مفترساً رئيسيّاً و عنصراً مهمّاً في النظام البيئي الذي تنتمي إليه في العادة، ويعكس استيطان الذئاب للعديد من المساكن قدرتها الكبيرة على التأقلم، فهي تقطن الغابات المعتدلة، الجبال، التندرة، غابات التايغا، و الأراضي العشبيّة. تعتبر الذئاب في الولايات المتحدة الأمريكية مهددة بالانقراض، فيما عدا ولاية مينيسوتا وولاية ويسكونسون حيث تعتبر معرّضة فيها، ولا يزال صيد الذئاب قائماً حتى اليوم في الكثير من الدول باعتبارها مهددة للماشية و للإنسان، أو لمجرّد الهواية).
وتعتبر الذئاب الرمادية أسلاف الكلاب الأليفة، فإن الكلب الولف كلب الرعي الألماني German Shepherd Dog فهو من السلالات الأكثر شهرة من مجموعة الرعي Herding ، فسلالته وتدريبه قادته وجعلت منه الأكثر شهرة بين كلاب رعي الغنم Herdinوقد سميت بالكلاب الإلزاسية، أو كلب الولف، أو كلب رعاة الألمان باختصارGSD، وهناك قول بأنه من سلالة مدجنة من الذئاب، لذلك يطلق عليه كلب ولف Wolf أي الذئب، وهذا التطابق في الصفات يؤكد أن الكلاب والذئاب من فصيلة واحدة، مع الفارق أن الكلاب يمكن تدجينها واستئناسها على خلاف الأنواع الأخرى من الكلبيات كالذئاب والثعالب. ويعرف العرب "الكلب" بأنه كل سبع عقور. وقد غلب الكلب على النوع النابح المعروف.
ويقول حمد الغانم مدير مركز السلوقي العربي: (إن علماء التاريخ البيولوجي يرون أن الكلب الأليف انحدر مباشرة من الذئب، حيث استطاع إنسان الغابة أن يؤهل ويستأنس أنواع متعددة من الذئب على مرات متعددة وفي فترات زمنية مختلفة وفي أماكن كثيرة منذ حوالي 10 – 12 ألف سنة. ولذلك فإن الأنواع الأساسية الكبرى والمتعددة من الكلب الأليف كانت حصيلة تدجين أنواع متعددة أيضاً من الذئب، والكلب من الحيوانات الثديية وهو أقدم حيوان ارتبط بالإنسان منذ أقدم العصور).
معتقدات عن الذئب وعلاقته بالجن:
الذئب يأكل الجن: فمن هذه المزاعم أن الذئب يأكل الجن، وأن الجن تهرب فرقا إذا ما رآها ذئبا، أو إن رأى الجن شيئا من بقايا الذئب كفرائه أو مخالبه وأنيابه وعظامه، بل وجدنا ممن يزعمون العلاج بالرقية يستخدمون هذه الأشياء في الكشف والتشخيص الروحي.
الذئب يرى الجن من وراء الحواجز: ومنهم من يزعم أنه إذا وقعت عين الذئب على جني فإنه يشخص البصر إليه ولا يصرفه عنه، ويظل الجني محبوسا في مكانه لا يستطيع الفرار، فيراه حتى ولو فصل بينهما حاجز.
الذئب يقيد الجن بالنظر: ويزعمون أن الجن يقيدها النظر إليها، فإذا نظر إليه إنسان أو حيوان توقف وعجز عن الانتقال من مكانه إلى مكان آخر، فيضطر الجني إلى التخييل للرائي بأنه انتقل إلى مكان آخر، فيصرف الرائي نظره بعيدا عن موضع الجني، وحينها فقط يستطيع الفرار.
حيث أن البعض يزعم أن للجن خاصية في موطئ قدمها على الأرض، فإن تجسد الجن في صورة إنسان ووقع في نفسك أنه جني فضع قدمك في موضع أثر خطوته فإنه يثبت في مكانه ولا يستطيع الفرار، وكذلك يثبت الذئب الجن.
الجوع داء الذئب: ويقول صاحب اللسان في مادة (ذأب) قالوا: "رماه الله بداء الذئب، يعنون الجوع، لأنهم يزعمون أنه لا داء له غير ذلك.
التشاؤم من الذئب: ومن المتعارف عليه عن الذئب أنه يجوب المقابر ليلا، وهذه الأماكن بطبيعة الحال محتضرة بالجن والشياطين، والبعض إذا سمع عواء الذئب تشاءم، فيعتقدون أن شخصا ما قد مات وخرجت روحه، وفي الوقت نفسه ينطلق قرينه من الجن، فيلمح الذئب انطلاق القرين فيعوي عليه، كما تنبح الكلاب إذا رأت شيطانا.
استخدام بقايا الذئب في التطبيب الروحي: وترددت هذه المفاهيم ما بين عوام من الناس ومدعين للرقية والعلاج، حتى وجدنا من يعلقون رأس أو فراء ذئب على باب المنزل أو في الدكان والسيارة، فقد تبنى بعض الرقاة هذه المعتقدات، فيستخدمون فراء الذئب لفحص المرضى، فيشمه المصابليتأكد من إصابته الروحية من عدمه.
عين الذئب: ويعتقد البدو أن عين الذئب إذا ما صفي منها ماؤها وخلط بالكحل، فإن من يتكحل به يستطيع رؤية الجن، وهذه وصفة من وصفات رؤية الجن التي يستخدمها السحرة، وبكل تأكيد لهم وصفات أخرى لا مجال لذكرها.
شحم الذئب: ويقولون في المثل العامي شبعة من ذئب عنمية طبيب.. أي تكفي عن مئة طبيب فالبدو يستخدمون شحمالذئب لأمراض الروماتزم ولحمالذئب لأمراض العظام وألمالظهر ويقولون أن كبدالذئب تشفي من آلام المعدةوالريح والغازات ويشرب بعضهم دمالذئب لإزالة الخوف من قلوبهموغني عن القول أن كثير منهم يعرفون حرمة آكل السباع ولكنهم يردونه إلى باب الضرورات.
كبد الذئب وقلبه: ويعتقد البعض أن من يأكل كبد الذئب (والبعض يرى تناول قلب الذئب) يكتسب شجاعة وجراءة شديدين، وإذا كان الذئب له حكم نجاسة الكلب فإن تناول كبده من أبواب تسلط الشيطان، وبكل تأكيد سيصاب من يأكل كبد الذئب بالمس، وعل هذا سيكون الشيطان هو السبب في اندفاع الإنسان وتهوره فيما يسميه البعض شجاعة وجراءة ولا يعرف الخوف طريقا إلى قلبه، ولا مانع أن هذا المعتقد يضفي لدى البعض ثقة مفرطة في النفس فيظن أن ما أكله من الذئب هو السبب في شجاعته المفرطة.
مرارة الذئب: وفي المعتقدات السحرية أن إذا هم الرجل بوطئ امرأته طلى ذكره (بمرارة ذئب) وجامعها فلن يستطيع رجل غيره مجامعتها، حيث أن (الرجل منهم إذا أتاها وهم بوطئها ولم يبق غير الإيلاج، انطوى ذكره، وارتخى وفترت همته ولم يقدر على وطئها)، ولأن الذئب وما كان منه له حكم النجاسة فطلاء الذكر قبل الجماع سيفسد مني الرجل وماء المرأة، وهذا سينعكس كتسلط على الذرية القادمة، فانظر إلى خبث السحرة ومكرهم.
افتراس الذئب الجريح منها: (ويقال في الأمثال: " أعقّ من ذئبة " ذلك أنها عندما يصاب الذئب بجرح وهو معها تقتله وتتغذى بلحمه.
كما يقال أنه إذا جرح ذئب وهو برفقة ذئاب أخرى تهجم عليه وتأكله وربما هذا التصرف هو الذي جعل الناس يطلقون على سمك القرش (ذئب البحر) لأنه يهيج من رائحة الدم فيندفع بعمىً ويعضّ ما يصادفه من قروش ومخلوقات أخرى).
معدة الذئب تذيب العظام: ومن المعتقدات العجيبة أن معدة الئيب تذيب العظم، ولكنها لا تذيب نوى التمر، هذا مع وجود حبّات الخروب والبطّوم أيضا في فضلاته..كما يقال أنه يتحمل الجوع ما ليس مثله إلا الأسد.
الاستذءاب Werewolf: والاستذءاب هو حالة مرضية تسمى Lycanthropy، هو اضطراب عقلي يتوهم المصاب به أنه ذئب، وربما أي وحش مفترس آخر، وتظهر هذه الحالة عند اكتمال القمر بدرًا، حيث يعد الذئب من أكثر الحيوانات ورودا في أساطير التراث الشعبي، هذا بخلاف ما نسجه الخيال من خرافات يكتنفها التهويل والمبالغة، والتي تعكس مدى مخاوف البشر من شراسة هذا الحيوان، وقد أجاد كثير من المنتفعين استخدام هذه المعتقدات، فكانت مادة خصبة لخيال المؤلفين السينمائيين. حيث ساهم منتجوا الصناعة السينمائية العالمية في الترويج للأساطير الخرافية عن هذا الحيوان، فاستثمروا الملايين من الأموال لإنتاج أفلام سينمائية عن قصص (المستذئبون Werewolves) بما تحمله من مضمون خرافي. وحالة الاستذءاب كثيرا ما تنتاب من يؤمنون بعقيدة تناسخ الأرواح Reincarnation، وأن للإنسان حياة سابقة قبل أن يولد، فيعتقدون بانتقال الروح من الأسلاف والحيوانات وحلولها في أجسادهم، فلا مانع لديهم بحلول روح ذئب ميت في جسد إنسان حي.
الذئب والعقيدة الطوطمية totemism:
وكلمة طوطم totem حسب قول الدكتور عبد الواحد عبد الوافي: (تطلق عل كل أصل حيواني أو نباتي تتخذه عشيرة ما رمزا لها، ولقبا لجميع أفرادها، وتعتقد أنها تؤلف معه وحدة اجتماعية، وتنزله وتنزل الأمور التي ترمز إليه منزلة التقديس، فإذا كان الذئب مثلا توتما لعشيرة ما، فمعنى ذلك أن هذه العشيرة تتخذ هذا الحيوان رمزا لها يميزها عما عداها من العشائر، ولقبا يحمله جميع أفرادها للدلالة على انتمائهم إليه، وتعتقد أنها هي وفصيلة الذئاب من طبيعة واحدة، أي أنه يتألف من أفرادها ومن أفراد هذه الفصيلة الحيوانية وحدة اجتماعية أو ما يشبه الأسرة الواحدة، وينزل هذا الحيوان وما يرمز إليه منزلة التقديس، وتقوم جميع عقائدها وطقوسها الدينية على أساسا من هذا التقديس).
ويعتقد الرومانيون القدماء أن مدينتهم تأسست (في 21 إبريل 753 قبل الميلاد، وشيدت المدينة على سبعة تلال) وأن مدينة روما بناها إلهين توأمين رومولوس وريموس أرضعتهم ذئبة، وفي متحف الكابتول تمثال برونزي للذئبة وهي ترضع (رومولوس وريموس) وهذا التمثال الشهير يعد تجسيدا للأسطورة الوثنية.
يقول الدكتور إمام عبد الفتاح في (معجم ديانات وأساطير العالم): (توأم في الأساطير الرومانية ابنا مارس ورياسلفيا ابنة مللك (ألبالونجا). وكان شقيق توما أموليوس قد أجبر رياسيلفيا على أن تكرس نفسها للعبادة، بحيث تكون من عذارى فستا حتى يحرمها من الذرية فيكون له العرش ولأولاده من بعده. غير أن الإله مارس وهبها توأما هما (رومولوس وريموس)، وعندما وضعت زج بها في السجن، وألقى بالتوأم في نهر التيبر بعد أن وضعهما في مهد واحد. وكانت مياه النهر وقتئذ مرتفعة، فلما هبطت المياه استقر الطفلان في بقعة موحشة. وسمعت ذئبة كانت قد فقدت صغارها منذ قليل صراخ الطفلين فأرضعتهما بحب وحنان. ولاحظ أحد رعاة الغنم واسمه (فوستولوس) تنقلات الذئبة فتعقبها، ووقع على الطفلين فأخذهما وسلمهما لامرأته (أكالورتنيا) لتربيهما في كوخها.
وشب الطفلان واشتد ساعدهما وسط الرعاة، وجعلا يجوبان الغابات والجبال، ويمارسان الصيد، ويتعاركان أحيانا مع اللصوص الذين يسرقون ماشيتهما. وحدث ذات يوم أن وقع (ريموس) في أيدي بعض اللصوص. فاقتادوه إلى الملك (أموليوس)، واتهموه أمامه أنه أهلك قطعان (نيتمور)، وساقه الملك إلى (نيتمور) نفسه الذي كان يهمه أن يقتص من المذنب بنفسه. وكان الشاب يشبه أمه (سلفيا)، وتردد (نيتمور) في عقابه بسبب الشبه الواضح بين الشاب وبين أمه (سلفيا) وفي هذه الأثناء كان (روملوس) قد علم من الراعي (فوستولوس) كل شيء عن أصله ونسبه، فانطلق من فوره إلى مدينة (ألبا) وخلص أخاه، وقتل الملك (أموليوس)، وكشف عن حقيقته، وأقام جده (نيمتور) على العرش.
وبعد فترة من الزمن فكر (رومولوس ورموس) في تشييد مدينة جديدية في الموضع الذي وجدهما الراعي عنده، واستشارا الطوالع ليعرفا من منهما أحق أن يعطى المدينة الجديدة اسمه، ونشب بينهما نزاع عنيف، انتهى بموت (ريموس) كما تذكر بعض الروايات، غير أن هناك رواية تقول بأن (ريموس) قدد تنازل عن رأيه وأذن (لرومولوس) أن يمنح مدينة روما جزءا من اسمه. وهكذا شيد رومولوس) مدينة روما) وشكل فيها حكومة، وأحاط نفسه بمجموعة من الكهنة والعرافين، وجيش، ومجلس شيوخ، وتقول أسطورة أخرى أن أعضاء مجلس الشيوخ قتلوه في أحد الاجتماعات، وقطعوه أشلاء، وحمل كل منهم شلوا جعله تحت طيات ردائه. ويقول البعض إنهم شاهدوه وهو يصعد إلى السماء، ويأمر أن تؤدى له طقوس التكريم الإلهية. وروى قصة (رومولوس وريموس) (بلوتارك) في كتابه (حياة رومولوس) و(ليفي) في (تاريخ روما) و(أوفيد) في كتابه ( التقويم Fasti) ومكيافللي في كتاب (الأمير) حيث يصفه بأنه بطل أخرج شعبه من حالة الفوضى والعماء، وفي متحف (الكابتول) تمثال برونزي للذئبة وهي ترضع (رومولوس وريموس) كما رسم روبنص (الذئبة والتوأم)).
(تير Tyr إله الحرب في الديانة الاسكندينافية ابن كبير الآلهة (أودين) و(فريجا). فقد إحدى يديه عندما وضعها في فم الذئب (فنير) ويرعى هذا الإله الألعاب الرياضية. يوصف تير بأنه أجرأ الآلهة وأكثرهم بسالة ولهذا كان من الأفضل للمحاربين أن يضرعوا إليه. كما أنه لا ينظر على أنه رجل سلام بين البشر وقد سمي يوم الثلاثاء في اللغات الأجنبية على اسم هذا الإله. وهو في الأساطير الأنجلوسكسونية (تيو) و(تيف) واثناء الفترة الرومانية كان (تير) يسمى (مارس) ويرتبط اسمه بقاعة الاجتماعات التي يفض فيها الناس منازعاتهم).
(تير Tyr إله الحرب في الديانة الاسكندينافية ابن كبير الآلهة (أودين) و(فريجا). فقد إحدى يديه عندما وضعها في فم الذئب (فنير) ويرعى هذا الإله الألعاب الرياضية.
يوصف تير بأنه أجرأ الآلهة وأكثرهم بسالة ولهذا كان من الأفضل للمحاربين أن يضرعوا إليه. كما أنه لا ينظر على أنه رجل سلام بين البشر وقد سمي يوم الثلاثاء في اللغات الأجنبية على اسم هذا الإله. وهو في الأساطير الأنجلوسكسونية (تيو) و(تيف) واثناء الفترة الرومانية كان (تير) يسمى (مارس) ويرتبط اسمه بقاعة الاجتماعات التي يفض فيها الناس منازعاتهم).
ويوم الثلاثاء منسوب إلى الإله (تير) وهناك أسطورة يستدل منهاعلى أن هذا الإله رمز للتضحية عندهم وتتلخص في أن ذئباً فظيعاً شديد البطش كان يهيمفي الجبال ويفترس كل ما صادفه من إنسان وحيوان, وغضبت آلهة الجبال لهذا الخطرالداهم فحاولت أن تقيد الذئب بسلاسل متينة ولكنها أخفقت في ذلك وأخيراً قبل الذئبأن يقيد مشترطاً أن توضع في فمه يد أحد الآلهة , وتقدمتير فوضع يده في فم الذئب إلىأن قيد وسجن في قفص ولكنه قضم يد (تير) من شدة غضبه ..
فنرير Fenrir ذئب عملاق في الأساطير الاسكندينافية، وهو ابن إله النار الشرير لوكي Loki، وشقيق هل Hel، عندما فتح فنرير فمه لمس أحد فكيه الأرض، بينما مس الآخر السماء وكاد فنرير يبتلع الإله أودين Odin يوم تادينونة، حتى أوشك الناس والآلهة والعمالقة جميعا على الهلاك.
وتقول النبوءة أنه سيدمر الكثير عند حلول نهاية العالم المسماة (راجناروك)، لذا قررت الآلهة ربطه بسلسلة، و صنع السلسلة الغوبلين الذين يعيشون في الجبال، و لما طلب تير،الإله المسئول عن فينريرمنه أن يضع القلادة المسماة غليبنر، رفض فينرير إلا إذا وضع أحد الآلهة يده في فمفينرير، فإن أّذت القلادة فينرير، قضم يدالإله، خافت الآلهة و رفضتإلا تير، إله الحرب، ولما وضع فينرير القلادة، قضم يد تير، ومن يومها وتاير ذويد واحدة، وعندما جاء يوم راجناروك، قتل فينرير أودين، لكن ابن أودين بالدر انتقملأبيه وقتل فينرير حسب الأسطورة.
وفي بحث منشور له على النت بعنوان (مشاهير الكورد في التاريخ الإسلامي (الحلقة الثانية عشرة) كريم خـان زند) يقول د. أحمد خليل: (وهكذا فعبارة (قزل قورت) تعني (الذئب الأغبر)؛ أي الذئب الذي في لونه حمرة؛ وهكذا فإن أمهاتنا وآباؤنا عندما كانوا يؤنّبوننا أو يردعوننا بعبارة (قِزِلْ قُورْت) إنما كانوا يدعون علينا بأن نصبح فريسة للذئب الأغبر.. نقول: إن رمزية (قِزِّلْ قُورْت) أبعد من مسألة الصراع بين الرعاة والذئاب، وأقدم من العهد الذي اعتنق فيه الكورد الإسلام، إنها تعود في جذورها إلى الصراع التاريخي الطويل بين العرق التَوْراني ممثَّلاً في (الغُزّ، المغول، التتر، التركمان، الترك)، والعرق الآرياني ممثَّلاً في (الكورد والفرس). .. ويذكر المؤرخ التركي يلماز أوزتونا في كتابه القيّم (تاريخ الدولة العثمانية، الجزء الأول، ص 22) أن الأتراك يعتقدون أن الجد الأكبر لسلالتهم هو الذئب الأملح؛ أي الضارب إلى الحمرة، لذلك فهو أي الذئب رمز وطني للأتراك. ويؤكد ميرسيا إيلياد هذه الحقيقة في كتابه (التنسيب والولادة الصوفية، ص 172)... وقديماً كانت كل قبيلة تحمل في حروبها رايات أو شعارات أو أشكالاً ترمز إلى طوطمها الأكبر، ولا ريب أن التورانيين كانوا يحملون معهم في غزواتهم وحروبهم ما يرمز إلى جدهم الأعلى الطوطمي (قزلْ قُورْت)، (تذكروا معي هاهنا أن الحملة التي شنتها تركيا على شمالي قبرص، لإقامة جمهورية قبرص التركية، كان: الذئب الأغبر ، فيما أذكر). ا.هـ
أنوبيس Anubis:
وبحثت عن وجود الذئب في عقيدة الفراعنة وخصوصا أن معتقداتهم وثيقة الصلة بالسحر وعالم الشياطين، فلم أجد الذئب من بين معبوداتهم، ولكن سنجد أن ابن آوى وهو من الفصيلة الكلبية قد اتخذ معبودا في حضارة الفراعنة، وهو ما يعرف بالإله أنوبيس Anubis، واتخذوه حارسا لمقابرهم، وكان ابن آوي يعرفه قدماء المصريين. وكانوا يصنعون التماثيل جسمها جسم كلب رأسه رأس حيوان ابن آوي، وقد عثر الأثريون على تمثال لأنوبيس في مقبرة توت عنخ آمون التي يرجع تاريخها لسنة 1330 ق م، ولقد وجد أيضا سلالة من الكلاب السلجوقية في مقابر قدماء المصريين. وكانت تحنط منذ سنة 2100 ق.م جوار الفراعنة داخل الأهرامات).
ويقول (مانفرد لوركر Manfred Lurker): (إله الموتى والتحنيط، ويحمل ألقاب (سيد الأرض المقدسة) أي الجبانة، (وهو الذي أمام المقصورة المقدسة) حيث يتم التحنيط. وكان يتخذ عادة هيئة الكلب بالرغم من أن الفصيلة سواء كانت كلبا أو ابن آوى لا يمكن تحديدها بدقة. ويحمي أنوبيس المومياء من القوى الشريرة ليلا. وأشكال ابن آوى البيض والأسود الرابض كانت موجودة على أبواب العديد من المقابر الصخرية لأنه كان الإله الحارس. وعند تحنيط الجثة كان أحد الكهنة يرتدي قناع أنوبيس ويؤدي دور القائم بعمله، وعند قيام شعائر أوزيريس أصبح أنوبيس أحد مساعدي الحاكم الجديد للموتى الذي أشرف على عملية (وزن القلب) في قاعة العدالة أمام الإله أوزيريس وقضاة المحاكمة الاثنان والأربعون).
الكاتب: بهاء الدين شلبي.
تم بحمد الله تعالى
العنوان : علاقة الذئاب بالجن
الوصف : علاقة الذئاب بالجن إن علم الفولكلور والأساطير من أبواب البحث العلم الهامة وثيقة الصلة بالعلوم الجنية هو، وللأسف أهمله كثير من المعا...
الوصف : علاقة الذئاب بالجن إن علم الفولكلور والأساطير من أبواب البحث العلم الهامة وثيقة الصلة بالعلوم الجنية هو، وللأسف أهمله كثير من المعا...
0 الردود على "علاقة الذئاب بالجن"
إرسال تعليق