الدولة المدنية التي يراد تسويقها لنا هي دولة علمانية لا علاقة لها بالاسلام فلننبذها ونرفضها ولا نرضى عن الخلافة الراشدة بديلا
لم يسمع الناس بمصطلح الدولة المدنية الا حديثا، وهو مصطلح في أساسه مبني على العلمانية التي تفصل الدين عن الحياة بحسب نظام الحكم الديمقراطي. إلا ان واضعوه كانوا يعلمون حساسية المسلمين من العلمانية فزينوه وجملوه لخداع الناس على انه يعني دولة مؤسسات حديثة متطورة يتساوى فيها المواطنون امام القانون الذي يختارونه دون تمييز في العرق او اللون او الدين، وانها دولة حرية لا مكان لقانون الطوارىء او مثله فيها، وانه لا يفرض شخص او حزب رأيه على غيره، وأنه يجب احترام الآخر، فصناديق الإقتراع هي الحَكَم، واصبحوا يتغنّوا بهذا المصطلح. وامعانا في الخداع صار يروج لهذه الدولة على انها دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية !!
وقد أقرّت الحكومات وثيقة المباديء الحاكمة للدستور والتي تدعو لمدنية الدولة، وتشترط ألّا تُرفع شعارات دينية في هذه الدولة! وقد ورد فيها بند - لذر الرماد في العيون - ظنّ كثير من الناس أن فيه خيرا لأنه يعتبر الاسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع، وهو يعني أنه يسمح لمصادر غير الاسلام في التشريع، فعن أي مبادىء يتكلمون؟ ومن أين جاءت هذه المبادىء؟ ومن الذي يضعها؟ وعلى أي أساس؟!
أيّها المسلمون،
إن هذا التسويق هو خدعة من النظام الذي لا زال بين ظهرانيكم لتمرير فكرة الدولة المدنية الديمقراطية التي تفصل الدين عن الدولة لإقصاء الاسلام عن الحكم، فلا يجوز أن يكون الاسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع يؤخذ منه بالتشهّي ثم يخضع لاستفتاء أغلبية بشرية في صناديق اقتراع مجالس الشعب بحسب اهوائهم، بل يجب أن يكون هو التشريع كله بدستوره وأحكامه، وهو الذي يجب أن يُطبّق كاملا كما انزله الله سبحانه وتعالى، ( إنِ الحُكمُ إلأّ لِلّه ).
فأساس الدولة المدنية التي يريدونها يقوم على فكرة الديمقراطية التي تجعل التشريع للبشر، حتى ان الابواق التي تطالب بدولة مدنية تساوي بين الناس، هم أنفسهم لا يساوون بين الناس عندما يطالبون بعدم رفع شعارات دينية او أيديولوجية (فكرية) أثناء حملة الانتخابات! وكأن شعارات الديمقراطية والليبرالية التي يرفعونها ليست أيديولوجية؟! فالأساس الذي قامت عليه أول دولة “مدنية” ديمقراطية علمانية كان فصل الدين عن الدولة، وذلك لما كان يمارسه الحكام في اوروبا على الناس من ظلم واضطهاد باسم الكنيسة والدين، فقرروا انه لا بد من فصل الدين عن الحياة وأن الشعب هو الذي يضع نظامه وقوانينه بنفسه وهو الذي يشرع بالأغلبية لنفسه، فصار الشعب هو صاحب السيادة في التشريع . وهذا مخالف وحرام في الاسلام الذي يدين به المسلمون، لان التشريع في الاسلام لله وحده. ثم إن المنادين بالدولة المدنية قد ساووا بين الاسلام العدل الذي هو عقيدة روحية وسياسية وبين استبداد الكنيسة في العصور الوسطى، وصاروا على هذا الاساس يخلطون بينهما ويطالبون الناس بأنهم لا يريدون دولة دينية، يعني أنهم يريدون دولة لادينية، لا يكون فيها اي دين، يعني فصل الدين عن السياسة، فلا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، وهدفهم أن لا يتدخل الاسلام في السياسة، وبالتالي أن لا يصل الاسلام الذي هو دين ومنه الدولة الى الحكم، بل ذهبوا الى أبعد من ذلك بمحاولة تسييرالمراجع الدينية مثل الازهر الشريف - الذي يعلم مكرهم وتضليلهم وأصبح يشاركهم في تضليل الناس- في ركابهم لخداع الناس وتحقيق أهدافهم، فما لهم كيف يحكمون؟! ( ويَمكرونَ ويَمكرُ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرينَ ).
أيّها المسلمون،
انه لا يوجد تعريفان او مفهومان للدولة المدنية والديمقراطية، مفهوم عندهم ومفهوم عندنا ليضل به كثير من الناس،انه مفهوم واحد كما بينه أصحابه واصطلحوا عليه وإنهم هم اصحاب الديمقراطية والعلمانية الرأسمالية، فلا يصح أن نستنسخ نسخة من مفهومهم ونأخذها او نأخذ جزءا منها ثم ننسبها الى الاسلام، والاسلام منها براء، فمفهومهم انها تجعل السيادة والتشريع كله للبشر، بينما السيادة والتشريع في الاسلام كله للشرع، وقد بينت أحكام الاسلام كيفية انتخاب الحاكم بالاكثرية وبالرضى والاختيار ومحاسبته ورعاية شؤون الناس بالحق والعدل مسلمين وغير مسلمين قبل خمسة عشر قرنا، فهل نترك النبع الصافي لنشرب من سمهم الزعاف؟! ألا ساء ما يحكمون.
أيّها المسلمون،
اذا كان الغرب وعملاؤه وأبواقه يريدون أن يفرضوا آفاتهم على بلاد المسلمين فالمسلمون لا يريدونها، ولسوف يرتد كيدهم في نحرهم، بل ان شرع الله عندما يطبق من خلال دولة الخلافة الاسلامية والذي ستحمله الخلافة اليهم هو وحده الذي سينقذهم مما هم فيه من الانحطاط. فالسياسيون والمفكرون في الغرب يعلمون أن الاسلام سيصل الى الحكم عن طريق دولة الخلافة التي ستوحد بلاد المسلمين، ويعلمون أنها مسألة وقت، لكن الذي يخيفهم أكثر من عودة الخلافة هو تحول شعوبهم إلى الاسلام بعد ان يكتشفوا عدل الاسلام وإفلاس الديمقراطية. ( إذا جَاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتح * ورأيتَ النّاسَ يَدخُلونَ في دينِ اللهِ أفواجَاً * فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ واستغْفرهُ إنّهُ كانَ تَوّابا ).
أيّها المسلمون،
عليكم بقطع يد أمريكا ونفوذها من بلاد المسلمين، فهي اليد الخفية التي تدير هذه الحملات وتمولها ضد الاسلام والمسلمين من خلال النظام الحاكم وعملائهم حتى لا يصل الاسلام الى الحكم لتستمر في نهب ثروات المسلمين. وكما أوصلتم بعض رموز النظام البائد الى قفص الاتهام فانه يمكنكم أن توصلوا ما بقي منهم مع قوانينهم التي لا زالت تطبق عليكم إلى نفس القفص، ويمكنكم أن تطردوا السفير الامريكي “والاسرائيلي” أيضا، وتمنعوا سفنهم وحاملات طائراتهم من المرور عبر قناة السويس، وتحرروا بلاد المسلمين من نفوذ الغرب وهيمنته، وتكونوا قد أتممتم انتصار الثورة. فان انتصار الثورة الحق الذي به خلاصكم لا يكون الا بتطبيق شرع الله كاملا ليس غير، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
فخلاصنا و خلاص الشعوب باسرها في تطبيق شرع الله عن طريق دولة الخلافة الراشدة الثانية، وان هذا العمل فرض فرضه الله عليكم، بل هو تاج الفروض لاقامة هذه الدولة العظيمة التي بها يُعزّ دين الله وبها يُرفع الشر والظلم وبها يَحِلُّ الخير والعدل والعيش الكريم.
( وعَدَ اللهُ الّذينَ آمَنوا مِنْكُمْ وعَمِلوا الصالحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهمْ في الأرضِ كما استَخلفَ الذينَ مِنْ قبلِهمْ ولَيُمَكِنَنّ لَهُمْ دينَهُمْ الذي ارتضى لهُمْ ولَيُبَدِلَنّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهمْ أمْنا يَعْبُدونني لا يُشرِكون بي شيئا وَمَنْ كَفَرَ بَعدَ ذلكَ فأولئِكَ هُمُ الفاسقون)
العنوان : الحكومة الخفية ومؤامرة الديمقراطية
الوصف : الحكومة الخفية ومؤامرة الديمقراطية الدولة المدنية التي يراد تسويقها لنا هي دولة علمانية لا علاقة لها بالاسلام فلننبذها ونرفضها و...
الوصف : الحكومة الخفية ومؤامرة الديمقراطية الدولة المدنية التي يراد تسويقها لنا هي دولة علمانية لا علاقة لها بالاسلام فلننبذها ونرفضها و...
0 الردود على "الحكومة الخفية ومؤامرة الديمقراطية"
إرسال تعليق