الصين المارد العظيم أصبح ثاني أكير قوة اقتصادية في العالم وأول دولة مستهلكة للنفط في العالم واكبر مصدر للسلع الاستهلاكية السريعة في العالم. الصين قوة أقتصادية متنامية وهي الدولة الأولى المدينة للولايات المتحدة. الصين تلعب الآن لعبة خطيرة وهي مساعدة القوى الغربي بانقاذ الدول المنهارة وتقوم بشراء سنداتها وهي تحاول أن تكون أكبر ممول للحكومات الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بعد النظام البنكي الغربي.الصين تحاول الاستمرار في النمو من خلال ضخ اموال في الغرب لتشحيع الستهلاك للبضائع الصينية واستمرار عدم انهيار الحكومات الغربية. الصين ونخبة النخبة العالمية من أصحاب راس المال هم الآن شركاء في خلق التوان للنظام المالي العالمي.
ومن المهم هنا معرفة أن رأس المال الغربي وصفوة القوى المالية يدركون تماما أهمية الصين فهم الآن ينقلون شركاتهم الاستثمارية من الولايات المتحدة والغرب الى الصين وذلك لوجود العمالة الرخيصة وقوة سوق الصناعة وقلة تكاليف الانتاج وهذا يضعف سوق الولايات المتحدة بشكل مستمر. اليصن على المسرح الدولي لا تظهر كعدو ولا تظهر كصديق ! لكنها منافس قوي يجب معرفة موقفه من اللعبة الكبيرة على مستوى العالم. وهناك طريقين للصين .. اما ان تكون تحت قيادة القوى الحاكمة او تكون محاربة للقوى الحاكمة.
ان ما يجري في باكستان وبلوشستان وأفغانستان وايران ودول أسيا الوسطى يترجم الحساسية بين الصين والولايات المتحدة. وعلينا أن نفرق بين القوى الحاكمة والولايات المتحدة وهي اداة لدى القوى الحاكمة. حيث أن الولايات المتحدة هي العبد المطيع لنخبة النخبةواسياد المال. وأعني بذلك أن حركة رأس المال والنظام المالي حركة غير مرتبطة بالمكان أي ان اليهود والعائلات النبيلة الثرية ستقوم بعمل توازن مالي جديد يحمي الثروة بغض النظر عن الأدوات المستخدمة. وعلى فرض نشوب حرب بين الولايات المتحدة والصين فان راس المال وحركته ستكون اللاعب الاساسي في هذه الحرب.
حاليا موقف راس المال الغربي هو انتقادي للحكومات الغربية واتهامها بالاسراف والتبذير. ويقوم أسياد المال بفرض سياسات تقشقية على الحكومات الغربية لتعظيم عوائدهم والسيطرة حتى على شعوب العالم الاول. وينتقد أسياد المال وجود دين متنامي للولايات المتحدة الأمريكية وهم يقومون بحماية الولايات المتحدة امريكيا وباسلوب مخطط له لمنع انهيار سريع لها وهم يقومون بهيكلة النظام المالي العالمي بتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة على المنظور البعيد. ان أسياد المال والقوى الحاكمة لنظام العالمي الجديد تمتص دم الشعوب وتتطفل عليه لاركاعها وهي الآن تستهدف العالم الاول -العالم الصناعي- وتقوم بفرض مزيد من الضرائب ومزيد من السياسات التقشفية. فعلى سبيل المثال تبلغ ثروة أغنى 400 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية أكبر من ثروة 150 مليون مواطن أمريكي مجتمعة. ويحصل أكثر من خمسين مليون أمريكي على معونات مالية. ان ما يمنع حدوث ثورات وتمرد داخل الولايات المتحدة الامريكية هو وجود نظام معونات قوي من الحكومة الفيدرالية يقدم الامان الاجتماعي والصحي للمتقاعدين وللشرائح الفقيرة. ولكن عند وصول الحكومة الامريكية نقطة لا يستطعون فيها الانفاق على معونات ثلث الشعب الامريكي ستبدأ قوات تتمرد على الحكومة الأمريكية. وهذا لن يحدث ما دامت الصين لا تضغط على الولايات المتحدة لاسترجاع ديونها او بيع سنداتها ولن يحصل في المنظور القريب لان اسياد المال يريدون العربة الأمريكية كاداة للخطوات الأخيرة في المبارايات النهائية.ويحاول أسياد المال حاليا ابتزاز واستنزاف الصين في ضخ مزيد من السيولة في السوق العالمي.ان الصين تلعب دور المنافس والشريك معا ، ولكن هذا لن يدوم طويلا فسيقوم أسياد المال بتحديد دورها بشكل أوضح خلال الخمس سنوات القادمة. وتعتبر الصين شريك غير مرغوب به على المدى البعيد وذلك للاختلاف الثقافي الكلي والجذري بين أسياد المال والثقافة الصينية الشرقية. ان ملامح عالم واحد هي بيد الموقف النهائي للصين بأن تكون تابعة او داعمة للنظام العالمي الجديد وسيظهر ذلك عند تصفية ايران في الشرق الاوسط وااستفزاز كوريا الشمالية وهذا لن يكون بعيدا لأن أسياد المال بالتعاون مع الناتو والولايات المتحدة سيصبحون جاهزين تماما لعملية كبرى في الشرق الأوسط بعد منتصف عام 2011 وتبقى نقطة الصفر لهذا الصراع بيد الصين وبيد أسياد المال!
العنوان : الصين اللاعب الأخير !
الوصف : الصين المارد العظيم أصبح ثاني أكير قوة اقتصادية في العالم وأول دولة مستهلكة ل...
الوصف : الصين المارد العظيم أصبح ثاني أكير قوة اقتصادية في العالم وأول دولة مستهلكة ل...
0 الردود على "الصين اللاعب الأخير !"
إرسال تعليق