المختصر / ذهل العالم وهو يستمع إلى كلمة قائد الجبهة الداخلية “الإسرائيلية” اللواء إيال ايزنبرغ في معهد البحوث “الإسرائيلية” والتي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرنوت” 7/9/2011 وهو أن احتمال الحرب الشاملة والعامة وارد ومحتمل الحدوث، وأن استخدام أسلحة الدمار الشامل آخذ في الازدياد . وقال “إن الجيش في مصر يجثم تحت عبء الأمن وهذا يجد تعبيره في فقدان قدرة التحكم في سيناء وتحول الحدود مع “إسرائيل” إلى حدود إرهاب، وانتهاء دورة التاريخ السوري وامتلاك إيران للسلاح النووي، وفي لبنان يتعزز حزب الله في الحكم لكنه لم يفقد رغبته في المس ب “إسرائيل””، وكشف النقاب عن أنه تبين له أن لدى المنظمات الفلسطينية وسائل قتالية جديدة وصواريخ ذات كمية أكبر من مواد التفجير التي تحدث ضرراً كبيراً . وعلى ضوء ما قاله اللواء ايزنبرغ، أكد عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني في 11/9/2011: “إن الأردن ومستقبل فلسطين أقوى من “إسرائيل” اليوم، وأن الأردن لديه من الجيش ومستعد أن يقاتل من أجل وطنه ومستقبل الأردن” . وإلى ذلك أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف أن معاهدة كامب ديفيد غير مقدسة ومفتوحة دائماً للنقاش .
تظهر هذه التصريحات الخطرة أن بنيامين نتنياهو وايال ايزنبرغ قد يكونان جادين في إشعال حرب نووية مدمرة في المنطقة من مبدأ تطبيق مقولة ميكافيلي التي مفادها “إن كل حرب عادلة منذ أن تصبح ضرورية، وإن القائد لا يستطيع أن يمارس كل الفضائل من دون أن يكون لهذا عاقبة سيئة لأن مصلحته الشخصية في البقاء على رأس دولته ترغمه على انتهاك قوانين الإنسانية والرحمة والدين” . فظروف المرحلة التي تمر بها “إسرائيل” تفرض عليها تحقيق اعتقادات هرتزل الذي كان زعيماً سياسياً لليهود وصهيونياً عندما قال في اجتماع ضمه في عام 1898 وفون هوهنلوهي مستشار الإمبراطور الألماني بشأن الرقعة التي يُريد أن تكون مساحة للدولة اليهودية، “إننا سوف نعمل على تأمين كل ما تحتاج إليه من مساحة من خلال الحرب وفقاً لأسفار التوراة” . وقد جاء في سفر التثنية، الإصحاح العشرين عدد 10 وما بعده (حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح فكل الشعب الموجود فيها يكون لك بالتسخير، ويستعبد إلى يدك، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وكل ما في المدينة، كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك) .
وبناء على الإقرار بشريعة الحرب والقتال في أبشع صورة من صور التدمير والتخريب والهلاك والسبي، جاء القانون الذي شرعته دولة الكيان الصهيوني في اليوم الخامس من شهر يوليو/ تموز من عام ،1950 والذي سمي بقانون العودة داعياً ومشجعاً لكل يهود العالم على العودة إلى فلسطين من أجل العمل تحت قيادة حركة سياسية كالحركة الصهيونية العالمية التي جعلت المهمة الأساسية للصهيونية الاستيطانية تتمثل في تجمع يهود العالم في مختلف أقطار الدنيا وتجميعهم لخدمة أغراض “إسرائيل”، ومقاتلة العدو والتعامل مع فكرة الحرب على أنها واقع، والذي لا مفر من اشتعالها وهذا ما قامت به دولة الكيان الصهيوني ففي خلال الستين سنة الماضية استطاعت قوى الصهيونية أن تشعل نيران الحرب في أماكن عديدة من المنطقة العربية، ففي عام 1948 اشتعلت الحرب الفلسطينية، وكانت بداية هذا الاشتعال ما حدث في اليوم ال 14 من شهر مايو/ أيار 1948 عندما انسحبت الجيوش البريطانية من عموم فلسطين لتعطي الفرصة للقوى المسلحة على أرض فلسطين ومقدراته، وفي هذا اليوم نفسه أعلن قيام دولة “إسرائيل” الحرة، وكلمة الحرة في تمييزها عن بقية دول المنطقة التي كانت بعضها ترزح تحت نير الاستعمار، وفي هذا اليوم نفسه أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بها، وبعد ثلاثة أيام من ذلك اليوم أعلن الاتحاد السوفييتي اعترافه هو أيضاً بدولة “إسرائيل” . وفي 29 أكتوبر/ تشرين الأول ،1956 هاجمت “إسرائيل” مصر بحجة أن هناك تدابير عربية للهجوم على “إسرائيل”، وفي 5 يونيو/ حزيران من عام 1967 اعتدت “إسرائيل” على القوات المصرية والسورية والأردنية ودمرت الآلات ومعدات الحرب عن بكرة أبيها .
الآن بدأت فكرة دوافع الشر تغري زعماء الصهاينة، وهي حالة متجذرة في أزمة الإنسان اليهودي بسبب الإدراكات المشوشة والغامضة بالفراغ اللانهائي بعد قيام الثورات العربية، من أجل ردع الدول العربية والإسلامية الأخرى، وردع العرب عن اللجوء لضرب المدن “الإسرائيلية” بصورة مكثفة بسلاح تقليدي أو بيولوجي أو إشعاعي، والسلاح النفسي، لينهيهم نهائياً عن نواياهم الهادفة إلى محاربة “إسرائيل”، وضمان البقاء المطلق ل “إسرائيل” حتى لا تتعرض لضغوط ترغمها على إعادة الأراضي المحتلة .
ومما لا شك فيه أنهم سيشعلون المنطقة بحرب عالمية ثالثة نتيجة مجموعة من الدوافع التي تجعل “إسرائيل” تتخذ قرارها الاستراتيجي، وهو قرار الحرب، والحرب المتوقعة قادمة بين العرب و”إسرائيل”، وقد تبدأ هذه الحرب بعدوان على سوريا ولبنان أولاً ومن ثم ستشارك فيها مصر وجميع الدول العربية ودول العالم، هذه الحرب ستشمل البر والبحر والجو وستكون مدمرة قد تشمل العالم، وسيهلك فيها الملايين من بني الإنسان من مختلف الأديان والأعراق والآفاق في مهرجان واسع للموت.
تلك هي الصورة الحقيقة للصهيونية، وهي واضحة ورهيبة وشرسة في عدوانيتها وليست بحاجة إلى إيضاح أو تعليق، ف “إسرائيل” المخلب العسكري الصهيوني قد تعرف هدنة ولكنها لن تعرف السلم والسلام .
المصدر: دار الخليج
العنوان : الحرب العالمية القادمة و إسرائيل
الوصف : المختصر / ذهل العالم وهو يستمع إلى كلمة قائد الجبهة الداخلية “الإسرائيلية” اللواء إيال ايزنبرغ في معهد البحوث “الإسرائيلية” والتي نشر...
الوصف : المختصر / ذهل العالم وهو يستمع إلى كلمة قائد الجبهة الداخلية “الإسرائيلية” اللواء إيال ايزنبرغ في معهد البحوث “الإسرائيلية” والتي نشر...
0 الردود على "الحرب العالمية القادمة و إسرائيل"
إرسال تعليق