الحرب القادمة و الشرق الأوسط الجديد...قريبا




                                            
في هذه اللحظة الإقليمية الحاسمة التي ستعيد رسم ملامح الشرق الأوسط ، تتوالى التسريبات عن قرب توجيه ضربة عسكرية لإيران بالتوازي مع شن عملية لحلف الأطلسي في سوريا .أبرز هذه المؤشرات هو سباق البوارج في عرض المتوسط و قرب السواحل السورية بين روسيا و الولايات المتحدة ، و المناورات "النوعية" الأخيرة للجيش السوري بالتوازي مع المناورات الإيرانية المستمرة والتي كانت أولى "مقبلاتها" و "بركاتها العلنية" إسقاط طائرة أمريكية متطفلة بدون طيار. هذا ويذكر أن موقع ديبكا المقرب من الموساد و صاحب السكوبات المميزة، كان قد تحدث قبل أيام "دون ذكر تفاصيل" عن خلايا نائمة مزروعة في إيران و سورية و لبنان تابعة للموساد و للإستخبارات الأمريكية، تنتظرساعة الصفر لتستيقظ و تسرع وتيرة عملها التخريبي.هذه المعلومات أكدتها صحيفة "الديلي ميرور"البريطانية في عددها الصادر أمس الإثنين و أضافت أن الحرب ستشن بعد أسبوعين من الآن.  هذه الرؤية تتعزز عندما نقرأ كلام برنار هنري ليفي عن قرب تدخل الناتو في سوريا ، في وقت جرت فيه تدريبات مشتركة في قاعدة "ديسيموماني" الجوية في سردينيا جمعت طائرات ألمانية و إيطالية و إسرائيلية و أخرى تابعة للناتو إستعدادا لتوجيه ضربة إلى إيران
هذه الحرب المنتظرة و المفترضة، ستكون حربا عالمية ثالثة بكل ما للكلمة من معنى. فروسيا أعلنت بكل وضوح أنها ستقف إلى جانب سوريا في أية مواجهة مقبلة،هذا الحزم و الحسم الروسي تجسد عبر إعلان ميدفيدف الصريح عن أن روسيا و في أية مواجهة ستقصف كل منصات الدرع الصاروخي للناتو " أينما وجدت" بما فيها تلك الموجودة على الأراضي التركية.يتعزز هذا التوجه مع وصول صواريخ "ياخنوت" إلى سوريا و تسليم موسكو طهران منظومة متطورة لرادارات محمولة فعالة في التشويش على الصواريخ و الطائرات.الآن و في إطار السيناريوهات المتوقعة للحرب، ستتلقى إيران ضربات قوية و مؤلمة لكن ردها سيكون أكثر إيلاما و تأثيرا على "كل العالم".فمضيق هرمز ملغم بالكامل و سيردم بحره بكبسة زر واحدة و معها لن تخرج أية ناقلة بترول إلى أروبا و أميركا ،كما ستكون القواعد الأمريكية في الخليج و كل فلسطين المحتلة أهدافا دقيقة و دسمة للصواريخ الإيرانية بالتوازي مع هذا ، أعتقد أن المعركة البحرية ستكون كابوسا بالنسبة للأساطيل الأمريكية ، و على كل حال صور البارجة الإسرائيلية ساعر و هي تحترق بصواريخ المقاومة اللبنانية خلال عدوان تموز تعطي مؤشرا عن مدى كفاءة و تطور البحرية الإيرانية عتيدا و عتادا.أما التحدي الأخطر بإعتقادي فهو الإختراق الداخلي و الحرب الإستخباراتية و مدى تحصين المنظومة التقنية  العسكرية من الإختراق ، و إمكانية قيام المجموعات المسلحة المعارضة بشن هجمات عبر الحدود الأفغانية و العراقية و التركيةأما في المقلب الآخر و على الجبهة السورية، و بالنظر إلى التطور اللافت في تسليح و تدريب الجيس السوري منذ 2006، فالوضع في أية مواجهة عسكرية مباشرة بشكل عام مطمئنلكن على سوريا أن تضمن سيطرة حقيقية على الحدود بما يحول دون إنشاء مناطق عازلة تكون باحة خلفية للدعم اللوجستي للمجموعات المسلحة و منطلقا لعملياتهم العسكرية .لكن التحدي الأخطر هو في الحسم العسكري مع مسلحي الداخل، الذين سينضم إليهم مقاتلون أجانب قادمين من ليبيا و من العراق و ينتهجون طريقة الكر و الفر و حرب العصابات و لأنه في أية معركة بين جيش نظامي و متمردين لديهم دعم لوجستي جيد جدا،و مع إتساع رقعة المواجهات و تأخر الحسم، فإن الأمور قد تتحول إلى إستنزاف داخلي للجيش السوري ، ينهكه و يشتت قواه. 
الجبهة الفلسطينية ستكون هي الأخرى مسرحا محتملا جدا للتصعيد رغم ضبابية موقف حماس، إلا أن الجهاد الإسلامي و الجبهة الشعبية لن تقفا مكتوفتي الأيدي، و ستبادران إلى إمطار الجبهة الإسرائيلية الداخلية بوابل من الصواريخ سيربك و يعطل و يشتت قوة و فاعلية الجيش الإسرائيلي أم المعارك ستكون على الجبهة اللبنانية، حيث ستدور معركة كسر عظم حقيقية إذ تحدثت تسريبات أن حزب الله جاهز تماما لخوض حرب طويلة الأمد ضد الكيان الصهيوني دون تلقي مساعدة أو إمدادات من سوريا أو من إيران، و أن الحزب بات يملك إكتفاء ا ذاتيا "مريحا جدا جدا" من الصواريخ "النوعية" و التي ستنهمر كالمطر و "بكل دقة" على أهدافها في كامل مناطق فلسطين المحتلة كما وردت سيناريوهات عن قيام مجموعات من الكوماندوس التابعة للمقاومة بالسيطرة على مستوطنات الشمال و الدخول منها إلى الجليلبالتوازي مع هذا، ستكون كل القطع البحرية العسكرية و التجارية و منصات الغاز الإسرائيلية في عرض المتوسط " في مرمى صواريخ المقاومة.
في المقابل ستسعى إسرائيل كالعادة إلى القصف الجوي المركز مع تقدم بري من أكثر من محور بالتوازي مع قصف بحري و محاولات إنزال و سيطرة على مناطق إستراتيجية كما سيكون لدقة المعلومات و الجانب التقني دور كبير في حسم المعركة، حيث أن أحد أهم أسباب الهزيمة الإسرائيلية في حرب تموز هو الفشل الإستخباراتي الذريع و شبكة الإتصالات المحصنة التي تمتلكها المقاومة لكن التخوف الحقيقي هو من طعن المقاومة في الظهر من الداخل، فهناك وقائع مؤكدة عن تسليح مجموعات سلفية و إستقدام عناصر من الخارج في محاولة لإعادة إحياء نموذج فتح الإسلام لكن بشكل أقوى و أوسع من أجل إستنزاف المقاومة في الداخل، من هنا سيكون للجيش اللبناني دور محوري كما كان من قبل في حماية ظهر المقاومة و إجهاض كل المؤامرات المتوقع أن هذه الحرب ستترافق مع شحن و تحريض مذهبي غير مسبوق ، من هنا وجب على المقاومة التنسيق إعلاميا و سياسيا و ميدانيا مع حلفاءها الوطنيين في الداخل من أجل وأد هذه الفتنة التي ما فتئ الأعداء يعملون  لتأجيجها و إشعالها حرب كهذه على أكثر من جبهة بين محور المقاومة و روسيا من جهة  و بين أميركا و إسرائيل و حلف الأطلسي من جهة أخرى، ستشل أوروبا و سترهقها بشكل كبير ،فالأوروبيون لا يتحملون الخسائر و الضغط ,علاوة على تفاقم وضعيتهم الإقتصادية و تأثيرها على معيشتهم و حياتهم في وقت ستقفز فيه  أسعار  البترول و المعادن إلى حد جنوني سيحول حياة ساسة و شعوب أوروبا و الولايات المتحدة إلى المعركة ستكون عبارة عن العض على الأصابع...الخاسر سيكون  من يصرخ أولا و سيكون سقوطه مدويا لكن الأكيد أن إسرائيل هي يد الغرب التي تؤلمه و هي الخاصرة الرخوة التي ستتلقى أقوى الضربات ، و بقدر ألمها و ضعفها ، سيتألم و يضعف معسكرها ,و سقوطها و هزيمتها في هذه المعركة ستكون بداية نهايتها و بوابة النصر لمحور المقاومة و عودة فلسطين...كل فلسطين...

 
العنوان : الحرب القادمة و الشرق الأوسط الجديد...قريبا
الوصف :                                              في هذه اللحظة الإقليمية الحاسمة التي ستعيد رسم ملامح الشرق الأوسط ، تتوالى التسر...

0 الردود على "الحرب القادمة و الشرق الأوسط الجديد...قريبا"

إرسال تعليق