سيناريو الحرب العالمية الثالثة


سيناريو الحرب العالمية الثالثة


بدء الحرب العلنية باستخدام الرؤوس الحربية النووية ضد إيران ثالث دولة باحتياطي النفط في العالم بعد السعودية والعراق كان على جدول أعمال البنتاغون منذ العام 2005.

وإذا بدأت تلك الحرب فسوف يشتعل الشرق الأوسط بأكمله ومنطقة آسيا الشرقية/والوسطى. وستشهد الإنسانية بدء سيناريو الحرب العالمية الثالثة.

وبشكل لا يصدق، خطر الحرب العالمية الثالثة الحقيقي ليس على الصفحة الأولى في الأنباء. بل استبعدت وسائل الإعلام الرئيسية في التحليلات المتعمقة والنقاشات الآثار المترتبة على هذه الخطط الحربية.

إلى ذلك تتصف الهجمات في الحرب المقبلة “بفرض منطقة حظر جوي” مع حد أدنى من “الأضرار الجانبية” وتوجيه ضربات محددة ضد أهداف عسكرية، وكلها ترمي إلى دعم “الأمن العالمي” وكذلك “الديمقراطية” وحقوق الإنسان في البلد المستهدف.

هذا ويجهل الرأي العام إلى حد كبير الآثار الخطيرة لهذه الخطط الحربية، التي تأمل في استخدام الأسلحة النووية، انتقاما لبرنامج إيران النووي. علاوة على ذلك، التكنولوجيا العسكرية للقرن 21 تجمع بين مجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة المتطورة التي قوتها التدميرية سوف تلقي بظلالها على المحارق النووية على هيروشيما وناغازاكي. وكيلا ننسى، الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية ضد المدنيين.

العسكرة على الصعيد العالمي مجهزة من خلال هيكل القيادة في الجيش الأميركي.. ووفقا للقائد العام لحلف شمال الأطلسي السابق ويسلي كلارك فان خارطة الطريق تتكون من سلسلة مسارح: “خطة حملة السنوات الخمس تتضمن: مجموعه من سبعة بلدان، بدءا بالعراق، ثم سوريا ولبنان وليبيا وإيران والصومال والسودان. “مثل السرطان، أطلق له العنان في الحرب الأميركية على العراق عام 2003 وتحول إلى مرض عالمي.

وفي حين أشادت صحيفة نيويورك تايمز وغيرها من وسائل الإعلام بـ 15 ديسمبر 2011 أي الموعد “الرسمي” لوضع حد للحرب الأميركية التي استمرت تسع سنوات في العراق، فان هذا البلد المدمر سيبقى مسرح الحرب الأميركية في المستقبل المنظور، فالمستشارين العسكريين والمقاولين لا زالوا يقيمون هناك، وشعب العراق سوف يرث لأجيال تركة من الصراع الذي فرضته الولايات المتحدة. تداعيات الحرب الأميركية على العراق لا تزال موجودة كثيرة جدا، وليس في العراق فحسب بل على المنطقة ككل، وبشكل متزايد على الصعيد العالمي.

مشروع العام 2000 للقرن الأميركي الجدي PNAC،كان العمود الفقري لجدول أعمال المحافظين الجدد، أي “شن حرب بلا حدود”. وكانت الأهداف المعلنة لمشروع القرن الأمريكي الجديد “المعركة والفوز بشكل حاسم، وشن عدة حروب في وقت واحد في مناطق مختلفة من العالم وكذلك تشكيل البيئة الأمنية في المناطق الحرجة.” وكانت العملية تشمل تدخل الشرطة العسكرية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العمليات السرية و “تغيير النظام”.

وقد اعتمد هذا المشروع الشيطاني العسكري الذي صاغه المحافظون الجدد منذ بداية إدارة أوباما، مع فريق جديد من المستشارين العسكريين والسياسة الخارجية، وقد كان أوباما أكثر فعالية بكثير في التصعيد العسكري من سلفه في البيت الأبيض جورج بوش ، الذي تم مؤخرا أدانته من قبل محكمة كوالالمبور لجرائم الحرب “جرائم ضد السلام”.

يشهد جدول الأعمال العسكري على حقيقة أن الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة ليسوا سوى وجهين لمجمع الصناعات العسكرية المخططة مركزيا التي هي حصن منيع لرغبات وآراء ومصالح الناخبين الأميركيين.

التصعيد العسكري

خلافا لأسطورة “الحرب الجيدة”، فان دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية كانت إستراتيجية متعمدة لخدمة المصالح الذاتية للمكاسب الامبريالية. وفي حين حارب الرجال والنساء في تلك الحرب على قناعات أخلاقية، عمل المخططون في واشنطن على حسابات السيطرة الجيوسياسية التي ليس لديها ما تفعله مع الآداب العامة أو المبادئ القانونية – راجع المقالات التي كتبها باولس جاك شيراك- . إلقاء قنبلتين ذريتين على اليابان من قبل الولايات المتحدة في آب 1945، وطمس مئات الآلاف من المدنيين، كان عملا من أعمال الوحشية البشعة التي عكست قسوة الإمبراطورية الأميركية. والمقالات التي كتبها ويلسون براين، وألفريد ماكوي ميشال شوسودوفسكي توضح كيف أن حروب الإبادة الجماعية من قبل البنتاغون في آسيا هي استمرارا لتصاميم الامبريالية الأميركية، ولو تحت غطاء الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي.

سقوط الاتحاد السوفياتي كان نهاية الحرب الباردة، ولكن سرعان ما اوجدت الولايات المتحدة الذرائع الجديدة لشن حروب متعددة في العالم وفرض سيطرتها نيابة عن حلفائها الرأسماليين. وشملت هذه الذرائع “دعم القانون الدولي” كما في حرب الخليج الأولى ضد العراق والتي شرع فيها بوش الأب في العام 1990، وحرب الخليج الثانية التي شنها جورج بوش الابن في العام 2003.

وابتكر واضعو السياسة الأميركية ذريعة “الإنسانية” لغزو الصومال في العام 1991 وحرب حلف الناتو على يوغوسلافيا. وبذريعة “الحرب الإنسانية” شنت الولايات المتحدة وحلف الأطلسي الحرب على ليبيا في 2011 وعلى ما يبدو هناك هجوم وشيكا ضد سوريا.

إضافة إلى الذرائع التي يستخدمها البنتاغون لتبرير “حروب بلا حدود” “الحرب على الإرهاب” و “الضربات الوقائية ضد أسلحة الدمار الشامل”.

العداء الدائم: عولمة الحروب

تبين عولمة الحرب كيف تطورت الامبريالية التي تقودها الولايات المتحدة من نوبات الدموية العسكرية العرضية على مدى عدة عقود إلى حالة العداء الدائم في يومنا هذا، مع الحروب التي تمتد من شمال وشرق أفريقيا إلى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وما وراءها لأوراسيا (روسيا)، والشرق الأقصى (الصين) ومنطقة القطب الشمالي (روسيا مرة أخرى).

المقلق هي خطط الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في إطار أوسع في الشرق الأوسط/ومنطقة آسيا الوسطى التي تشمل إجراءات منسقة ضد إيران وسوريا وباكستان.

وحين تبدأ مرحلة التنفيذ سيكون العالم مسرح للحروب الإقليمية الموسعة، وستتحول مسارح الحرب من (العراق وأفغانستان وفلسطين) إلى حرب إقليمية واسعة تمتد من الساحل اللبناني السوري شرق البحر الأبيض المتوسط ​​إلى الحدود بين أفغانستان وباكستان والصين الغربية، وستكون إسرائيل ولبنان وتركيا قد دخلت في صراع من شأنه أن يبشر بالحرب العالمية الثالثة.

وبهذه الحالة هناك حاجة ملحة لإعادة بناء الحركة المناهضة للحرب، فعقد المظاهرات الحاشدة والاحتجاجات المناهضة للحرب ليست كافية، ما هو مطلوب هو تطوير شبكة واسعة للتنظيم الشعبي المناهض للحرب، في جميع أنحاء العالم، التي تتحدى هياكل السلطة والنفوذ. ويجب تعبئة الشعب، ليس فقط ضد الأجندة العسكرية بل على سلطة الدولة ومسؤوليها.

ومع ذلك جرائم الحرب، لا تقتصر على الرئيس الأميركي السابق ورئيس الوزراء البريطاني، فهناك قائمة مجرمين جدد تشمل الرئيس الحالي للولايات المتحدة، باراك أوباما، رؤساء الدول ورؤساء الحكومات الذين يدعمون الولايات المتحدة والناتو والحروب العدوانية لإسرائيل.

ونأمل أن تمكن هذه القراءة عن عولمة الحرب، المواطنين من إقامة حركة اجتماعية شاملة ضد جدول أعمال الجيوش الشيطانية وإقامة ديمقراطية حقيقية.

ترجمة: ناديا حمدان

وكالة أخبار الشرق الجديد
العنوان : سيناريو الحرب العالمية الثالثة
الوصف : سيناريو الحرب العالمية الثالثة بدء الحرب العلنية باستخدام الرؤوس الحربية النووية ضد إيران ثالث دولة باحتياطي النفط في العالم بعد ...

0 الردود على "سيناريو الحرب العالمية الثالثة"

إرسال تعليق