بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي امتن على عباده المؤمنين ببعثة الرسول الصادق الأمين، فأخرجهم به من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم واليقين، وأخبرهم على لسانه بما كان وما يكون إلى يوم الدين، وأخبرهم عن الدار الآخرة بأكمل إيضاح وأعظم تبيين، فمن آمن به وبما جاء به؛ فهو من المفلحين، ومن كان في ريب مما صح عنه؛ فهو من الخاسرين.
أحمده سبحانه حمد أوليائه المتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي ترك أمته على المنهج الواضح المستبين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
قال الله تعالى : ( اقتربت الساعة ) القمر : 1 وقال : ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) الانبياء 1 وقال : ( وما يدريك لعل الساعة قريب ) الشورى 17 وقال : ( هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون ) الزخرف 66 .
في البداية سنشير بتلخيص الى اجازة البحث في علامات الساعة
عن ابى زيد وهو عمرو بن اخطب الانصارى رضى الله عنه، قال
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الفجر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ، فنزل ثم صلى ، ثم صعد المنبر ،
فخطبنا حتى حضر العصر ، ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس
،فاخبرنا بما كان وبما هو كائن ، فأعلمنا أحفظنا
الامام احمد ومسلم
وعن عمر رضى الله تعالى عنه ، قال قام فينا النبى صلى الله عليه وسلم مقاما
فاخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل اهل الجنة منازلهم ، واهل النار منازلهم ،
حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه
رواه البخاري
لذلك يجوز لنا البحث والكلام في علامات الساعة بل يحبذ ذلك خاصة الآن وفي هذا الزمن
ايها الاخوة والاخوات في الله
روى الإمام مسلم عن عبد الله بن عمر أنه قال: كنا مع رسول الله في سفر فنزلنا منزلاً، فمنا من يُصلح خِباءَهُ ومنا من يَنْتَضِلْ... إذ نادى مُنادي رسول الله: الصلاة جامعة؛ فاجتمعنا إلى رسول الله فقال "إنه لم يكن نبيٌ قبلي إلا كان حقاً عليه أن يَدُلَّ أمتهُ على خير ما يُعلمه لهم وينذرهم شرَّ ما يُعلَمُهُ لهم، وإن أمَّتكُم هذه جُعِلَ عافيتها في أولِها وسيُصيبُ آخرتهَا بَلاءٌ وأمورٌ تُنكِرونهَا، وتجيء فتنة فيُرقِّقُ بَعضُها بَعضاً، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مُهلِكَتي ثم تنكشِفُ، وتجيء الفتنة فيقول هذه مِنَّة، فمن أراد أن يُزحزَحَ عن النار فيُدخل الجنَّة فلتأته مَنِيَّتُهُ وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يُحِبُ أن يُؤتى إليه" .
وروى البخاري عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "بَلّغوا عني ولو آيةً، وحَدِّثوا عن بني إسرائِيلَ ولا حَرَجَ، ومن كَذبَ عليَّ مُتعمِّداً فليَتبوَّأ مَقعدهُ من النار" .قال الامام أحمد بن حجر العسقلاني : (أي لا حرج عليكم في الحديث عنهم لأنه تقدم منه الزجر عن الأخذ عنهم أو النظر في كتبهم ثم حصل التوسع في ذلك، وكأن النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية خشية الفتنة، ثم لما زال المحذور وقع الإذن في ذلك لما في سماع الأخبار التي كانت في زمانهم من الاعتبار ) .
ولكن المرجع الأول والأخير هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
فإن الأصل في هذا البحث هو القرآن الكريم }إنا نحن نزلنا الذكرَ، وإنا له لحافظون{( ) .
وكل كلام الكتب المقدسة الذي يوافق القرآن الكريم أخذنا به، وكل ما يخالفه تركناه .
وكل ما صح من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضوع البحث أخذنا به عملاً بقول الله تعالي: }وما آتاكم الرسولُ فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا{(، وقوله تعالى }وأنزلنا إليك الذكر لتُبيِّنَ للناس ما نُزِّل إليهم{.
وكل ما ورد من مصادر اخرى في بعض الاثار الواردة والأحاديث الضعيفة
طالما لا يتعارض مع الشريعة والسنه باذن الله
اما الاحاديث والاثار الواردة في الفتن والملاحم وعلامات الساعة
فان الامة الان تمر في زمن فتن تجعل الحليم حيرانا , والامة في حالة ضعف وعطش دائم للعدل وتتابُع الأحداث العالمية نحو النهاية المحتومة التي أخبرتنا عنها الكتب السماوية وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الضعيفة ولكن تطابقها في أرض الواقع .
**********
الفصل الأول
بقاء هذه الأمَّةأيها الأخوة والأخوات تذكروا إن عُمْرَ أمة الإسلام هو منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وإلى أن تقوم الساعة، أو بالتحديد إلى أن تأتي ريحٌ لّيّنة من قِبَل اليمن فتقبض نفس كلّ مؤمن ويكون ذلك بعد موت عيسى ابن مريم عليه السلام ثم لا يبقى على ظهر الأرض مؤمن فينتهي هنا عمر أمة الإسلام ولا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة.
فعمر الأمة إذن – أيُّ أمّة- يكون منذ بعثة نبيها إلى بعثة النبي الذي بعده فمن آمن بهذا النبي الآخر كان من أمته وأُتي الأجر مرتين، ومن كفر به عجز وانقطع وكان كمن كفر بالأنبياء جميعاً.
- فعمر اليهود هو من بعثة موسى عليه السلام إلى بعثة عيسى عليه السلام.
- وعمر النصارى يمتد من بعثة عيسى إلى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
نهاية عمر أمة الإسلام وإقتراب الساعة:
وأذكر هذه الفقرة للتقريب والتشبيه على وجه التقدير على عمر الأمم وانتهاء عمر أمة الإسلام التي تنتهي بنهايته الحياة على وجه الأرض، والنتائج الرقمية قابلة للزيادة والنقصان فهي محاولة تقديرية وتقريبية فقط من أجل أخذ فكرة عن موضوع عمر أمة الإسلام الذي بنهايته تبدأ الساعة ونهاية الحياة على وجه الأرض. وليس هذا محاولة لمعرفة وقت الساعة، فوقت الساعة هو علم اختص به الله عز وجل لنفسه ولم يطلع عليه أحدا من مخلوقاته سواء كان نبيا مرسلا أو وليا تقيا أو ملكا مقربا أو غيرهم من المخلوقات:
§ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على المنبر يقول: (إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أعطي أهل التوراة التوراة، فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أعطي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا به حتى صلاة العصر ثم عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أعطيتم القرآن، فعملتم به حتى غروب الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين. قال أهل التوراة: ربنا هؤلاء أقلُّ عملاً وأكثر أجراً؟ قال: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، فقال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء). صحيح البخاري.
§ عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المسلمين واليهود والنصارى، كمثل رجل استأجر قوما، يعملون له عملا إلى الليل، فعملوا إلى نصف النهار فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك، فاستأجر آخرين، فقال: أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر، قالوا: لك ما عملنا، فاستاجر قوما، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجر الفريقين). صحيح البخاري.
§ وقال الحافظ ابن حجر في كتابه القيم فتح الباري – تعليقاً على أحاديث عمر الأمم – ما نصه: (واستُدِلّ به – أي الحديث المذكور – على أن بقاء هذه الأمة (أمة الإسلام) يزيد على الألف لأنه يقتضي أن مدة اليهود نظير مدتي النصارى والمسلمين، وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة، ومدة النصارى من ذلك ستمائة).
§ إن مدة عمر النصارى هي ستمائة سنة وقد جاء بذلك أثر صحيح رواه البخاري في صحيحه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: (فترة ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ستُّمائة سنة).ومما سبق ذكره نستنتج الحقائق التالية:
عمر أمة اليهود = من الفجر حتى منتصف النهار.
عمر أمة النصارى = من منتصف النهار حتى صلاة العصر = 600 سنة.
عمر أمة المسلمين = من منتصف النهار حتى آخر النهار.
عمر أمة اليهود (أول النهار إلى نصفه) = عمر أمة النصارى (نصف النهار إلى العصر) + عمر أمة المسلمين (العصر إلى غروب الشمس).
مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم = عمر أمة اليهود + عمر أمة النصارى = أكثر من 2000 سنة.
ومنه نستنتج مايلي:
عمر أمة اليهود = مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم - عمر أمة النصارى
عمر أمة اليهود = أكثر من 2000 سنة – 600 سنة = أكثر من 1400 سنة
وبما أن الروايات الإسلامية لم تحدد عمر أمة اليهود ـ منذ بعثة نبي الله موسى حتى عهد نبي الله عيسى ـ بل أعتبرته أكثر من 1400 سنة لذلك رجعت إلى المراجع وكلام المؤرخين فوجدت هناك بعض الخلاف في وقت ولادة موسى عليه السلام بين المؤرخين بأكثر من مائة سنة ويعتقد أنه ولد حوالي عام 1571 ق.م. وتوفي عام 1451 ق.م. عن عمر يقارب 120 سنة شمسية.
وإذا إفترضنا أن بعثة نبي الله موسى بدأت عندما كان عمره 40 سنة فهذا معناه:
عمر أمة اليهود = 1571 - 40 = 1531 سنة شمسية = 1577 سنة قمرية.
عمر أمة الإسلام (العصر إلى غروب الشمس) = عمر أمة اليهود (أول النهار إلى نصفه) – عمر أمة النصارى (نصف النهار إلى العصر)
عمر أمة الإسلام = 1577 – 600 = 977 سنة قمرية.
§ وفي حديث سعد بن أبي وقاص يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم. قيل لسعد: كم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة).أي أن عمر أمة الإسلام = 977 + 500 = 1477 سنة قمرية (أي منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم).
وحتى نحسب عمر أمة الإسلام حسب التقويم الهجري فنطرح 13 سنة قمرية وهي مابين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حتى هجرته أي:
تاريخ نهاية عمر أمة الإسلام حسب التقويم الهجري = 1477 – 13 = 1464 هـ.
وهذا مايوافق عام 2042 ميلادي.
وهذا ليس معناه أن الساعة أو نهاية العالم ستكون عام 1464 هجري (يوافق عام 2042 ميلادي) بل يمكن أن تحصل قبل ذلك التاريخ أو بعده فلا أحد يعلم وقت الساعة إلا رب العالمين سبحانه وتعالى، فالأرقام والحسابات كلها تقريبة والغرض منها حتى تعطينا إنطباعا أننا في وقت الساعة وانها قد اقتربت ويجب التحضير والإستعداد لها.
§ ويقول الإمام السيوطي في رسالته المسماة: (الكشف) ـ في بيان خروج المهدي ـ يقول رحمه الله ما نصه: (الذي دلت عليه الآثار أن مدة هذه الأمة تزيد على الألف ولا تبلغ الزيادةٌ خمسمائة أصلاً).
وكلام السيوطي رحمه الله ينطوي عليه أن عمر أمة الإسلام سوف لن يتجاوز 1500 سنة قمرية = 1456 سنة شمسية فعند ذلك يكون:
حسب التقويم الهجري فإن عمر أمة الإسلام ينتهي كحد أعلى في عام = 1500 – 13 = 1487 هـ.
وهذا مايوافق عام 2064 ميلادي.
وحسب كلام السيوطي فإنه سوف لن يكون هناك حياة على وجه الأرض كحد أعلى: في عام 1487 هجري (يوافق عام 2064 ميلادي)، والله أعلم.
والصحيح مما سبق أن الأمة لن تتجاوز 1484 من الهجرة النبوية , كما سيأتي تفصيله : - إذا كان نهار الأديان ينتهي كحد أدنى : عام 1484 هـ الموعد المتوقع لقبض المؤمنين.
فتكون المدة الإجمالية للنهار 1484 + 641+(1896 : 1874)
= من 3999 إلى 4021سنة.
مجموع الأحرف من أول سورة الفاتحة إلى نهاية الآية الخامسة
( إياك نعبد وإياك نستعين ) = 78 حرف
و 78 حرف تمثل 78 وحدة زمن كل منها 19 سنة
هل يمكن أن تكون المدة 78×19=1482سنة هي مدة عبادة الله وحده والاستعانة به وحده؟ وبعدها ترفع العبادة ويرفع العمل الصالح وتتوقف التوبة أي تخرج الشمس من مغربها وتخرج الدابة ؟
سؤال يحسن التروي قبل الإجابة عليه نفيا أو إيجابا ولكن الاحتمال قائم .
فقد يكون ذلك لأن : مجموع عدد الحروف المقطعة في أول بعض السور مع حساب المكرر منها 78 حرفا . فهل يمكن أن يشير عدد الحروف المقطعة إلي عمر الأمة المسلمة؟ !!
والآية 12 من سورة الإسراء قال الله فيها( ولتعلموا عدد السنين والحساب )
كلمة الحساب هي الكلمة رقم (19) من بداية الآية
وقد فهمنا من ملاحظات بسام جرار في عجيبة تسعة عشر وبحوث عدة له أن حساب السنين يرتبط برقم 19أو مضاعفاتها
وحتى وحدة الزمن الواحدة ضمن الأزمنة ال 43 = سنة76
و76 = 19 × 4 أي من مضاعفات الرقم 19 وهو رقم كلمة الحساب في الآية المذكورة وقد تحققت من صحة ذلك .
فيكون 19 × 78 = 1482 وهذا الرقم يزيد عن عام 1444
لأن 1482- 1444 = 38 سنة وهذه الزيادة = نصف وحدة الزمن76 سنة أي نصف (س) يضاف إلى 43 وحدة زمن تشكل زمن النبوءة إلى وعد الآخرة فماذا عن هذا النصف زمان القصير الذي مدته 38 سنة = نصف زمان من وحدة الزمن س التي = (76سنة).
هذا النصف زمن ليس من الأزمنة 43 ويأتي بعدها
ولكن هل النبوءات القديمة في كتاب اليهود عن الزمان والأزمنة والنصف زمان تشمل هذه السنوات الثمانية والثلاثين؟ باعتبارها نصف زمن مقداره نصف س ؟
فنصف زمان داخل في مدة النبوءة وفق الحساب الذي أوردناه.ولكن 38 سنة هنا جديدة وتأتى بعد 1290 يوما رمزيا وقد تكون جزءا من 45 يوما رمزيا أخرى تحسب وحدها لأن لهذه الأيام شأن آخر ( طوبى لمن ينتظر ويبلغ إلى الألف والثلاث مائة والخمسة والثلاثين يوما)(12دانيال 12) لاحظ 1335-1290= 45يوما رمزيا:-
و45 يوما رمزيا تقابل شهر ونصف لأن الشهر= 30 يوما رمزيا عند دانيال وهي مدة = 114 سنة
زمن قيمته 76 سنة+ نصف زمن قيمته 38 سنة = 114 سنة
فالخلاصة
قال المصطفي صلى الله عليه وسلم أن مدته يوم ولا يعجز الله أن يمدها نصف يوم فسأله أحدهم وما النصف يوم فقال خمسمائة سنةومن ذلك الحديث علم قدامى المفسرون أن مدة المسلمين لا تصل إلي 1500 سنة ولم يقل أحد أنها تقل عن 1000سنة وها نحن الآن وقد مضى قبل الهجرة 13سنة وبعد الهجرة 1431 بمجموع 1444سنة وننتظر عودة المسيح بعد 12سنة في عام 1443 هجرية أي بعد 1456 سنة قمرية من بعث نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ونبقى بعدها أربعين سنة يمكثها فينا المسيح ابن مريم إلى قبض المؤمنين بمجموع 1496سنة من بدء بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم 1484 من الهجرة النبوية . ويبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة عند إتمام مدتهم , والله أعلم .
والنتيجة من كل هذه الحسابات لتقدير والتشبيه و أننا ـ والله أعلم ـ في وقت الساعة وعلى قرب شديد من وقت حدوثها، والعلامات الكبرى للساعة يجب أن يكون قد ظهر جزء منها والجزء الباقي يجب أن يظهر قريبا خلال سنين قليلة. فعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الآيات خرزات منظومات في سلك فإن انقطع السلك فتبع بعضها بعضاً). رواه أحمد !!! . ولقد إنقطع السلك برجوع اليهود إلى فلسطين (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) الإسراء:104.
ومايدريك لعل الساعة تكون قريبا:
(يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا) الأحزاب:63.
إن من رحمة الله بعباده أن أعطاهم إشارات في كتبه عن اقتراب وقت الساعة، واليوم بدأنا نشاهد أفرادا من أمم مختلفة على إختلاف ألوانها ومستوياتها وعلومها واعتقاداتها تشعر باقتراب الساعة وليس هذا الشعور هو حدثا لحظيا كما حدثنا التاريخ بأن أفراد الأمم المنكسرة وحدها هي التي كانت تتكلم عن اقتراب الساعة. وهذا الشعور بدأنا نسمع به من بعض الأوساط العلمية ـ وقد يكون بعض أفرادها ملحدين ـ بسبب ما يعلمون من أسباب كونية تشير إلى أن الحياة على وجه الأرض ستنعدم يوما ما كما إنعدمت بالسابق مرات عديدة فهي حادثة كونية تحدث مراراً وتكرارا... وكذلك نرى نفس هذا الشعور سائداً بين بعض المسلمين وأننا في عصر الفتن والملاحم في أخر الزمان وخصوصا أن علامات الساعة الصغرى قد ظهرت أكثرها إن لم يكن كلها ولم يبق إلا بعض العلامات الكبرى للساعة التي ذكرها القرآن مثل خروج الدابة ثم آخر علامة وهي معجزة طلوع الشمس من مغربها والتي لا توبة بعدها أبدا، ولقد خاب من استغنى ولم يتب قبلها.
**********
الفصل الثاني
علامات قرب قيام الساعه في عصرنا الحاضر
لم أذكر كثيراً من علامات الساعة الصغرى المعروفة في كتب أهل العلم ولكنني أختصرت في أهم علامة مرت في زمن الدنيا من آدم عليه السلام وحتى في عصرنا الحاضر التي لم يسبق لها مثيل كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى
أخبرنا الرسول محمد- عليه الصلاة والسلام- بأنه خاتم الأنبياء وأن الحساب قد قرب ولقد حدثنا عن علامات قرب الساعة التي ستأتي بعده عليه الصلاة والسلام فرأيناها الآن قد بدأت تظهر وما كان أحد ليصدق في الزمن الماضي بأنها ستقع لولا أن الذي أخبر بها هو رسول الله بتعليم من ربه ونحن اليوم نراها كما أخبرنا رسول الله وغداً يرى أهل النار ما وعدهم ربهم كما يرى أهل الجنة صدق ما وعدهم ربهم. وهذه بعض العلامات التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1- ظهور العجائب التي لا تخطر على بال:
هذا هو زمن العجائب في المخترعات و المباديء والأخلاق والتنظيمات وفي هذا الزمان شاهدنا من عظائم الأشياء ما لم يكن يخطر لنا على بال، ولقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الزمان حتى لا تضطرب أفكارنا وتطيش مع الأمور العظيمة أفئدتنا فقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: " لا تقوم الساعة حتى تروا أموراً عظاماً لم تكونوا ترونها ولا تحدثون بها أنفسكم "، وقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: " سترون قبل أن تقوم الساعة أشياء ستنكرونها عظاماً تقولون: هل كنا حدثنا بهذا فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى واعلموا أنها أوائل الساعة".
2- الحفاة العراة رعاة الغنم العالة سيشيدون العمائر المتطاولة:
لا يصدق إنسان من غير المؤمنين أو جاهل بالحديث أن راعي الغنم الحافي الذي لا يملك الحذاء ولا الملبس ولا الطعام يتمكن من بناء العمائر الضخمة ويطاول غيره في البناء حتى رأينا البترول يخرج من أرض الحفاة الرعاة العالة فإذا هم يتطاولون في البنيان، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخبرنا بهذا قبل وقوعه بقرون فقال صلى الله عليه وسلم:
"إذا رأيت الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان فانتظر الساعة".
3- زخرفة البيوت كما تزخرف الأثواب:
ما كان أحد من السابقين يتوقع أن يبذل الناس جهداً لزخرفة الجدران والبيوت وتخطيطها كما تخطط الثياب لما يسبب ذلك من كلفة ولأن ذلك ليس بالأمر الضروري حتى جاء هذا الزمان ورأينا الزخرفة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتاً يوشونها وشي المراحيل "
والمراحيل هي الثياب المخططة.
4- تقريب أجزاء الأرض:
ما كان يخطر ببال أحد أن أجزاء الأرض ستقرب وتزوى حتى يتمكن المشاهد أن يشاهد في مرة واحدة تلك الأجزاء المتباعدة كما حدث ذلك لرسول اله صلى الله عليه وآله وسلم وكما أخبر فقال: "زُويت لي الأرض فأُريت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي مقدار ما تزوى لي منها".
أو كما قال ولقد أخبر الرسول الكريم أن الأرض ستزوى في أواخر الزمان فقال: "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان وتزوى الأرض زياً". فهذه الأرض قد زويت فرأى راكب الصاروخ مشارقها ومغاربها ورأى الناس معه ذلك، وهذه المسافات قد اختصرت وهذا من زوى الأرض وتقارب الزمان وهذه الأصوات قد سمعت من الأماكن البعيدة والصور قد انتقلت وهذا من زوى الأرض وتقارب الزمان وهذه علامات الساعة كما أخبر الرسول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.
5- حديث السباع ونطق الجماد ونقل أخبار الزوجة إلى زوجها:
هل يمكن للسباع أن تتكلم؟ هذا مستحيل بالنسبة لمن عاشوا قبلنا... لكنها اليوم قد بدأت الكلام وهذه القطط قد بدأ بعضها يفصح... وغداً تلحقها السباع... لكن هذا من علامات قرب الساعة هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وغداً تقع الساعة كما وقعت اليوم بعض علاماتها وكذلك ما كان أحد يصدق أن الجماد سيتكلم لكنه الآن ينطق وبعد أن نطق الجماد، وكان من البعيد جداً أن يتمكن الجماد من التعرف على أحوال المنزل ونقل أخباره إلى الزوج بعد مغادرته بيته حتى تمكن الباحثون من صنع جهاز للتنصت ينقل الأخبار من أي مكان إلى حامل هذا الجهاز وذلك بواسطة توجيهه على موجة معينة وغداً يطور هذا الجهاز فيحمل في النعل في شكل عذبة سوطة التي تتحدث كما قد شاهدنا المذياع (الراديو) قد صنع في شكل نظارة ولكن هذا أيضاً من علامات قرب الساعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنسان وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله وتخبره بما أحدث أهله من بعده " وهذا هو حديث السباع ونطق الجماد وهذا من علامات قرب الساعة.
6- نهضة علمية مع جهل بالدين:
كان السائد أن القراءة إذا كثرت دلت على كثرة الفقه وأن الأمراء إذا كثروا، كثر فيهم الأمناء لأن الإمارات والولايات يتحرى فيها الأمانة، لكن آخر الزمان قد جاءنا بالعكس من ذلك كما قال عليه الصلاة والسلام: "من اقتراب الساعة كثرة القراء وقلة الفقهاء وكثرة الأمراء وقلة الأمناء".
ولقد كان العلم دليلاً على قوة الدين والجهل دليلاً على ضعف الدين ولكن العكس هو الذي يكون في آخر الزمان كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "يكون في آخر الزمان عبّاد جهّال وقرّاء فسقة".
7- وفرة الأموال واتساع التجارة وكثرة القراءة والكتابة:
قال عليه الصلاة والسلام: (إن من أشراط الساعة أن يفشو المال وتفشو التجارة ويظهر القلم " وظهور القلم دليل على كثرة القراء والكتّاب.
8- تعرّي النساء وتمايلهن وجعل الرؤوس كأسنمة الجمال:
ما كان يخطر ببال أحد أن نساء المسلمين سيعملن على التعري والتمايل واتخاذ كل وسيلة تثير شهوات الرجال. لكن حركة التعري مشاهدة رغم وفرة الملابس فهذه الملابس الضيقة تجعل المرأة كأنها عارية وهذه الملابس الخفيفة الكاشفة تعري الجسم من خلف الكساء الشفاف وهذه الملابس القصيرة تكشف قدراً كبيراً من جسم المرأة رغم وفرة القماش والكساء الذي يكسو ما كشف، وهذه حمّامات السباحة المختلطة تشاهد فيها المرأة، وقد تجردت من ثيابها وكسائها وعرت جسمها إلا الفرج وبعض الثديين!! فهؤلاء هن الكاسيات لكنهن العاريات، ولقد تعمدت أغلب النساء أن يلبسن حذاء بكعب عال يجعل جسم المرأة مائلاً من الخلف إلى الإمام فتميل رؤوس المفتونين وقلوبهم مع ميل قلوب النساء وتمايل أجسادهن ومع هذا التعري والتمايل تلك التسريحات المختلفة التي تجمع الشعر، وكأنه سنام جمل يتمايل ولقد كشف هذا الرسول عليه وآله الصلاة والسلام فكانت الكلمات كأنها تقاطيع الصورة المشاهدة فقال: "صنفان من أمتي في النار لم أرهما؟ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات. مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائل "
9- تشبه الرجال كالنساء والنساء كالرجال:
ما كان يخطر على بال أحد من السابقين أن الرجال سيتشبهون بالنساء وبالعكس وخاصة في جو النخوة القبلية الذي يئد البنت حية تخلصاً من عارها، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر بذلك ويخبر أنه عن علامات قرب الساعة فقد قال: "من اقتراب الساعة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ".
10- تربية الكلاب وكراهية تربية الأولاد وظهور الفاحشة:
وما كان أحد يتصور أن الناس سيكرهون تربية أولاد من أصلابهم ويقبلون على تربية الكلاب وخاصة في بيئة عربية قبلية تفاخر بالأبناء وكثرتهم.
لكنها النبوة قد كشف الله لرسوله بها حجب الزمان، وأخبر أن ذلك من علامات آخر الزمان فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: "إذا اقترب الزمان لأن يربي الرجل جرواً خير له من أن يربي ولداً له، ولا يوقر كبيراً ولا يرحم صغيراً، ويكثر أولاد الزنى حتى إن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق, يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك المداهن ".
11- إن آخر أحداث العلامات الصغرى هو إنقلاب الأمور, كما روي الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا اتخذ الفئ دولاً , والأمانة مغنما , والزكاة مغرماً , وتعلم ٌ لغير الدين , وأطاع الرجل امرأته , وعق أمه , وأدنى صديقه , وأقصى أباه , وظهرت الأصوات في المساجد, وساد القبيلة فاسقهم , وكان زعيم القوم أرذلهم , وأكرم الرجل مخافة شره , وظهرت القينات والمعازف , وشربت الخمور , ولعن آخر هذه الأمة أولها , فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء وزلزلة وخسفاً ومسخاً وقذفاً , وآيات متتابعات كنظام بال قطع سلكه فتتابع" .
هذه بعض العلامات قد شاهدناها، وقد أخبرتنا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكثير ورأينا منها الكثير والذي أخبرنا عن أمارات الساعة قبل ظهورها بقرون فرأيناها كما أخبر، هو الذي اخبرنا عن الساعة وأمرها وأحوالها مما يحث العاقل ويدفعه إلى أن يتفكر في مصيره الذي أخبره به الرسل الكرام صلى الله عليهم أجمعين، كما سيدفعه ذلك إلى أن يتفكر في أمر هذه الدنيا التي يعيش فيها.
**********
الفصل الثالث
العلامات الدالة على قرب ظهور المهدي الباب الأول
1- عودة اليهود ( إسرائيل ) إلى القدس ( بيت المقدس )
وزوال إسـرائيل
يقول الله تعالى في سورة الاسراء : (وَقَضَيْنا إلى بَني إسرائيلَ في الكتابِ لَتُفْسِدُنَّ في الأرضِ مرتينِ وَلَتَعْلُنَّ عُلواً كبيراً. فَإِذا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعثْنا عَلَيْكُم عِباداً لنا أُولي بَأْسٍ شَديد فَجَاسوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعولاً).[1]
(وَقَضَينا إلى بَني إسرائيل): وإسرائيل هو (يعقوب) عليه السلام، وأبناء إسرائيل هم الأسباط الإثنا عشر، وما تناسل منهم. والقضاء هنا يخصهم بصفتهم مجتمعاً، وهذا يستفاد من قوله تعالى: " إلى بني إسرائيل ". (في الكتاب): أي التوراة، ويؤكّد هذا قوله تعالى في الآية الثانية من السّورة: "وءاتَيْنا موسى الكتابَ وجعلناهُ هُدىً لِبني إسرائيل". والمعروف أنّ التوراة نزلت لبني إسرائيل. وكان كل رسولٍ يُبعث إلى قومه خاصّة، وبُعث محمد، صلى الله عليه وسلم، إلى الناس كافة.
(لتُفْسِدُنَّ في الأرضِ): واضح أنّ الكلام هو إخبار بالمستقبل. وبما أنّ الكتاب هو التوراة، فالنبوءة تتحدث عن المستقبل بعد زمن التوراة، وليس بعد نزول القران الكريم. وورود النبوءة في القران الكريم بصيغة الاستقبال، لانّ الكلام حِكاية لما ورد في التوراة، كقوله تعالى في حكاية قول ابن آدم مخاطباً أخاه: "قالَ لأَقْتُلَنّك".
(في الأرض): الإفساد في جُزء من الأرض هو إفساد في الأرض. والفساد هو خروج الشيء عن وظيفته التي خُلق لها، وهو درجات؛ منه الصغير، ومنه الكبير.
(مرتين): هذا يؤكّد أنّ الإفساد هو إفساد مجتمعي، وفي زمان ومكان معينين. أما الإفساد الفردي فهو متكرر في كل لحظة.
(وَلَتَعْلُنَّ عُلواً كَبيراً): فهو إفساد عن علو وتجبّر. وقد يكون الإفساد عن ضعفٍ وذِلّة. أما الإفساد المنبأ به فهو عن علوٍ كبير. والعلو يفسره قول الله تعالى: (إن فِرْعَونَ علا في الأرضِ وجعلَ أهْلها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفةً مِنْهُم يُذَبّحُ أَبناءَهُم وَيَسْتَحيي نِساءَهُم إنهُ كانَ مِنَ المُفْسِدين) [2]فإفساد المجتمع الإسرائيلي سيكون عن علو، واستكبار، وغطرسة، وإجرام.
(فإذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما): فإذا حصل الإفساد من قبل المجتمع الإسرائيلي في الأرض المقدّسة، وتحقّقت النبوءة بحصول ذلك، عندها تكون العقوبة.
يجدر التذكير بأن عدد الكلمات من بداية الحديث عن نبوءة إفساد وزوال الدولة اليهودية في فلسطين إلى قوله تعالى في سورة الإسراء: "فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا" هو 1443 كلمة، وقد وافق هذا العام 1443 هـ الموافق للعام 2022م. أما إذا استمر العد إلى آخر السورة فسيكون عدد الكلمات هو 1535 كلمة. وهذا هو العام الهجري الموافق لنهاية الدورة 19 للعدد 309.تأتي سورة الكهف في ترتيب المصحف بعد سورة الإسراء مباشرة، وقد بينّا العلاقة القائمة بين السورتين وقد وجدنا أنّ سورة الكهف هي امتداد لمعاني سورة الإسراء. ولا شك أن تسمية السورة بسورة الكهف يدل على مركزية قصة أصحاب الكهف والرقيم. وهي القصة الأولى في السّورة والتي تتضمن أربع قصص. ويأتي الحديث حول قصة أصحاب الكهف في الآيات من (9 - 26). وتتحدث الآيتان 25، 26 عن مدة لبث أصحاب الكهف والتي هي (309) سنة:
"ولبثوا في كهفهم ثلث مائة سنين وازدادوا تسعا، قل الله أعلمُ بما لبثوا..." .
• عندما نقول: "ولبثوا في كهفهم" فإنك تنتظر الجواب والذي هو: "ثلث مائة سنين وازدادوا تسعا" وهذا جواب بياني. أما الجواب الرياضي العددي فإنك تجده عندما تبدأ عد الكلمات من بداية القصة: "أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا" حتى تصل قوله تعالى: "ولبثوا في كهفهم" فسنجد أن الكلمة (ثلث) هي الكلمة (309) في القصة.
• أن نجد إجابة بيانيّة، وإجابة عددّية لمدة لبث أصحاب الكهف فإن هذا يلفت الانتباه إلى ضرورة متابعة هذا الأمر في الجانب الرياضي، وإلا ما معنى هذا التوافق؟
• سورة الكهف هي السورة (18) في ترتيب المصحف. واللافت للانتباه أنّ عدد آيات قصة الكهف هو (18) أيضا، وهذا يعزز قولنا بضرورة متابعة الأمر عددياً.
"والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" .(سورة العصر)
العصر هنا هو الدهر، وهو أولى الوجوه في التفسير. فالقسم هنا بالدهر والزمن، وما يكون فيه من أحداث وأمور.
سورة العصر هي السورة (103) في ترتيب المصحف، وعدد آياتها (3) آيات. فإذا ضربنا ترتيبها في عدد آياتها يكون الناتج:
103 × 3 = 309
وكذلك سورة الاخلاص : ترتيبها 112 لاحظ معي أن:
13 سنة قبل الهجرة , إذا ضربنا :
13×112 رقم سورة الإخلاص= 1456
و13 + 1443 = 1456
وهو الزمن بين بعث محمد وعودة المسيح بن مريم عام نهاية إسرائيل
ليقول أنه عبد الله ونبيه ورسوله
وهذا نص السورة:
(قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد)
أليس هذا نص سورة الإخلاص كاملة وهى السورة رقم 112
هل يقول البعض مصادفة ؟ والمعطيات والاستنتاجات المتاحة الآن للاسترشاد كما يلي:
1- الزمن الفعلي من قيام إسرائيل الأولى لقيام إسرائيل الأخيرة:
3192 سنة = 19 × 7 ×3 ×2 × 2 × 2
= 42 × 19 × 2 × 2
= 42 × 76
بمقدار 42 زمن كل زمن 76 سنة
2 – الزمن من قيام إسرائيل الأولى للنهاية المتوقعة لإسرائيل الأخيرة
3268 سنة = 19 × 172
= 43 × 19 × 2 × 2
= 43 × 76
بمقدار 43 زمن كل منها 76 سنة
3 – الزمن من قيام إسرائيل الأولى للإسراء= 1824سنة
لأنها قامت عام 1184قبل الميلاد
والإسراء كان عام 640 بعد الميلاد بالحساب القمري
1184+640= 1824سنة قمرية
1824 = 24×76
بمجموع 24 زمن كل منها 76 سنة
4 – الزمن من الإسراء إلى قيام إسرائيل الأخيرة 1368 سنة قمرية
1368سنة قمرية= 18× 76
بمقدار 18 زمن كل منها 76 سنة
5 – الزمن المتوقع لبقاء إسرائيل الحالية=76سنة
بمقدار زمن واحد مقداره 76 سنة
وغيرها كثير من الأدلة من القرآن الكريم ولكن يطول علينا البحث . والله أعلم .
الباب الثاني
2- نهاية وفناء الولايات المتحدة الأمريكية
يقول الله تعالي في القرآن الكريم: }وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا{ . ويقول: }وإن من قرية إلا نحن مُهلِكُوهَا قبل يوم القيامة أو مُعَذبُوها عَذاباً شَدِيداً، كان ذلك في الكتاب مَسْطُورًا{ .
بين الله تعالى مصير الأمم الطاغية , التي صدت عن سبيله , وكذبت بوعيده , واستكبروا في الأرض بغير الحق : (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا(
فاستحقوا العذاب في الحياة الدنيا يرسله عليهم بأشكال كثيرة متعددة : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) .
فمنها السيول الجارفة , ومنها الرعود القاصفة , ومنها الأمطار الثلجية المتحجرة ومنها البرد الذي يتعدى طاقة الإنسان , ومنها الريح الصرصر العاتية , ومنها العواصف الدوامة التي لا تبقي ولا تذر , ومنها الزلازل , ومنها الكوارث المختلفة في البر والبحر والجو , ومنها خسف الأرض بما عليها من المدن فتبتلعها , ومنها الحاصب الذي يضرب الأرض في أماكن معينة فيفني الحياة تماماً.
ثم يأتي " وعد الله " الذي أعده لنهاية كل طاغية وظالم مهما علا نجمه فلا بد له من أفول , لأن القصاص يأتي من إله .
ونحن نجتهد رأينا في محاولة فهم معاني الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة , ونصوص الكتاب المقدس ( ما يتفق منها مع ما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية في الموضوع ) ولا ندخر جهداً في البحث لبلوغ أهدافنا مهما كان ذلك مضنياً أو شاقاً , حتى نضع الحقائق في مستقبل هذه الأمة كاملة من أحاديث الفتن والملاحم أمام أعضاء المنتدى والقارئ الكريم .
لذلك فإن نهاية كل ظالم لابد وأن تكون كمن سبقه من الظلمة .
المؤشرات الدالة على نهاية أمريكا1- العلو الكبير في الظلم والطغيان والجبروت , الذي لم تبلغه قبلاً إلا " عاداً الأولى " .
2- الشواهد التي تدل بما لا يدع للشك , على أن ما وصلت إليه أمريكا اليوم , من تجبر وفساد واستكباراً في الأرض بغير الحق , يعتبر أعلى المنحني الذي ليس بعده إلا أن تلقى مصيرها .
3- الأوصاف التي وردت في بعض الكتب والأحاديث , والتي تنطبق على أمريكا اليوم بما توصف به من طغيان وغرور .
4- الأحداث العالمية التي تجري حالياً , وتنطبق على ماورد في الكتاب المقدسة من كوارث تقع للأمة الطاغية آخر الزمان , ويكون ذلك مقدمة لعلو دين الله وظهوره .
5- يحدثنا التاريخ عن أمم وممالك قامت , ثم أفلت بسرعة الشهاب , عندما ظهر طغيانها وجبروتها .
كما روى البخاري , عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَ حقاً على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه " .وقوله تعالى ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً ) .
أيها الأخوة الكرام ألا ترون أن أوربا قد توحدت وقامت كأمة ولم يبق لها إلا أن تزيح الولايات المتحدة من طريقها وتحتل مكانها على الساحة .
6- رهان " أمريكا " على حصان الصهيونية وإسرائيل , وهو بلا شك " حصان الخاسر " .
الأدلة والبراهين على أن نهاية
الولايات المتحدة الأمريكية تكون مع زلزال الأرض القادم
أولاً : توجد مقدمات لكل الأحداث الهامة التي كتبها التاريخ , ومما لا شك فيه أن جملة الكوارث , والنكبات التي تصيب أمريكا حالياً , من أعاصير , وحرائق , وكوارث مختلفة قد زادت وأصبحت نذيراً لقرب نهايتها , وفي ذلك يقول الله تعالى : ( ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً ) .
ثانياً : في سورة الملك قول الله تعالى : (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِير* وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِير)
وقوله تعالى في سورة الاسراء : (أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكيلاً * أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا )
الآيات الكريمات تتحدث عن حاصب , يصيب كوكب الأرض في زمان فساد أهله , فيأتي هلاكهم على درجات فسادهم , وأعلاهم فساداً , يصيبه ذلك الحاصب ثم يأتي الأدنى فالأدنى , والدليل على أن هذا الحدث يأتي في الزمن المستقبل هو قوله تعالى : ( فستعلمون كيف ننذير ) .
وحرف السين يدل على حدوث الفعل في الزمن المستقبل , ثم يؤكد أن سبب ذلك هو : معرفتهم للحق وإعراضهم عنه بل وصدهم له , وهو عين ما يحدث من أعداء الإسلام الآن , والله تعالى يذكرهم بما حدث للأمم السابقة بقوله تعالى ( ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير )
ثالثاً : هذا الحاصب الضخم , الذي ورد ذكره في القرآن الكريم , في سورتي " الاسراء والملك " و ورد ذكره في " سفر الرؤيا " با لأنجيل .
ومن أهم ما ورد في " سفر الرؤيا " هو أوصاف الأمة التي ستقذف بالحاصب , وهذه الأوصاف والأفغال , تنطبق تماماً على الولايات المتحدة في العصر الحديث : " و رفع ملاك واحد قوي حجرا كرحى عظيمة و رماه في البحر قائلا هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة و لن توجد في ما بعد 22 و صوت الضاربين بالقيثارة و المغنين و المزمرين و النافخين بالبوق لن يسمع فيك في ما بعد و كل صانع صناعة لن يوجد فيك في ما بعد و صوت رحى لن يسمع فيك في ما بعد 23 و نور سراج لن يضيء فيك في ما بعد و صوت عريس و عروس لن يسمع فيك في ما بعد لان تجارك كانوا عظماء الارض اذ بسحرك ضلت جميع الامم 24 و فيها وجد دم انبياء و قديسين و جميع من قتل على الارض" .
وفي وصف آخر لما يفعله ذلك الحاصب ( النيزك ) بالولايات المتحدة , وباقي دول العالم , ورد في الإصحاح السادس عشر بسفر الرؤيا :
"ثم سكب الملاك السابع جامه على الهواء فخرج صوت عظيم من هيكل السماء من العرش قائلا قد تم. فحدثت اصوات و رعود و بروق و حدثت زلزلة عظيمة لم يحدث مثلها منذ صار الناس على الارض زلزلة بمقدارها عظيمة هكذا. و صارت المدينة العظيمة ثلاثة اقسام و مدن الامم سقطت و بابل العظيمة ذكرت امام الله ليعطيها كاس خمر سخط غضبه. و كل جزيرة هربت و جبال لم توجد. و برد عظيم نحو ثقل وزنة نزل من السماء على الناس فجدف الناس على الله من ضربة البرد لان ضربته عظيمة جدا".
صوت عظيم من هيكل السماء : هو صوت " النيزك " أثناء قدومه ليضرب الأرض , تصاحبه رعود وبروق عظيمة .
وما أكثرها تلك " النيازك " التي أخذت مدارات تقترب من الأرض شيئاً فشيئاً , حتى أن وكالات الأنباء تطالعنا بين الحين والآخر أن العلماء قد اكتشفوا نيزكاً جديداً يهدد الأرض .
رابعاً : روى الإمام مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال :
:" اطلع علينا النبي ونحن نتذاكر فقال: ((ما تذاكرون؟)) قلنا: نذكر الساعة قال: ((إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم" .
والذي يتأمل هذا الحديث يجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا عن ثلاثة خسوف :
1- خسف بالمشرق : لم يرد به نص , وربما يحدث بجنوب شرق آسيا والله أعلم .
2- خسف بجزيرة العرب : وهو الذي ورد ذكره في أحاديث أخرى , تخبرنا أنه يحدث على أثر لجوء " المهدي " إلى مكة المكرمة هرباً من السفياني , الذي يقود جيشاً جراراً , يخسف به ما بين مكة والمدينة ولا ينجو منه إلا الصريخ الذي يخبر الخبر .
3- خسف بالمغرب : أي جهة الغرب من الأمة الإسلامية , وهو ما اجتمعت الأدلة الواردة في الكتب السماوية والأحاديث الشريفة أنه يقع على أثر اصطدام " حاصب " النيزك بكوكب الأرض في موقع عاد الثانية , الولايات المتحدة الأمريكية .
وهو ما يمكن استنتاجه من ربط النصوص جميعاً , بعضها ببعض .
وتعني كلمة " خسف " انهيارٌ في القشرة الأرضية نتيجة عامل خارجي كالسيول , أو صطدام نيزك بالأرض , أو نتيجة عامل داخلي , كتخلخل القشرة الأرضية , بفعل البراكين والزلازل .
ومعنى أن تكون الثلاثة خسوف من علامات " الساعة الكبرى" :
أنه لم يحدث مثلها من قبل , فهي بقوتها جبارة تفوق الوصف ويؤثر وقوعها على مجرى حياة البشر في كوكب الأرض .
خامساً : قوله تعالى : ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) .
1- تعني الأولى : زلزال الأرض . 2- وتعني الثانية : زلزلة الساعة .
ولقد وردت كلٌ من " الراجفة والرادفة " مرة واحدة في القرآن الكريم فتدل – والله أعلم – على أن " زلزال الأرض " ليس له مثيل سابق وأيضاً " زلزلة الساعة " ليس لها مثيل سابق 000 ولا مثيل لاحق .
سادساً : قوله تعالى : ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) أضيف الزلزال للأرض قسمي " زلزال الأرض " وله مواصفات خاصة .
وأما قوله تعالى : ( إن زلزلة الساعة شيء عظيمٌ ) أضيفت الزلزلة للساعة , التي بين القرآن الكريم أنها اسم من أسماء يوم القيامة , فسمي : " زلزال الساعة " وله مواصفات خاصة به غير " زلزال الأرض
سابعاً : فيما ورد من نصوص تصف نهاية " بابل ( الولايات المتحدة الأمريكية ) في التوراة " هكذا قال الرب هانذا أوقظ على بابل , وعلى الساكنين في وسط القائمين ريحاً مهلكة , وأرسل إلى بابل مذربين , فيذرنها ويفرغون أرضها , لأنهم يكونون عليها من كل جهة في يوم الشر"
ثامناً : النتيجة من سفر إرمياء , في التوراة : " طلع البحر على بابل فتغطت بكثرة أمواجه , صارت مدنها خراباً أرضاً نا شفةٌ وقفراً , أرضاً لا يسكن فيها إنسانُ ولا يعبر فيها ابن آدم .
تاسعاً : مجموعة من الأحاديث الشريفة , التي وردت وصحت عن النبي صلى الله عليه وسلم , تتحدث عن فتوحات " المهدي " خاصة تلك التي تخبرنا عن التحالف بين " الأمة الإسلامية" الموحدة بقيادة " المهدي " وبين " أوربا الموحدة" لغزو عدواً موقعه أمام أوربا وأفريقيا , تسميه الأحاديث " مدينة القاطع" أي الأرض المقطعة , نتيجة وقوع " زلزال الأرض" وسنوردها عند ذكرنا للمهدي بمشيئة الله تعالى .
عاشراً : سفر الرؤيا بالأنجيل , والذي يتحدث عن المستقبل , ويقدم وصفاً تفصيلياً لهلاك الأمة الطاغية التي تنفرد بالحكم آخر الزمان , وتكون سبباً لفساد الأمم , والتي أطلق عليها اسم " بابل العظيمة " ووصف موقعها بأنها جالسة على مياه كثيرة
وصف خراب أمريكا
تنقسم الأرض الأمريكية إلى مجموعة جزر , ويغوص جزء كبير منها في المحيط بفعل قوة الاصطدام , مما يترتب عليه أنه لن توجد فيما بعد ما يسمى الآن بالولايات المتحدة الأمريكية , بل تبقى مكانها مجموعة جزر تسمى " القاطع " أي الأرض المقطعة .
كان ذلك الموجز الذي يصيب أمريكا 00 00
فإلى التفصيل :
1- تأمل قول الله تعالى :
( و كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها و ما يمكرون إلا بأنفسهم و ما يشعرون )
2- النتيجة من قوله تعالى :
( فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ) .
4- ويستمر في وصف النتيجة " وسيبكي وينوح عليها ملوك الأرض , الذين زنوا وتنعموا معها , حينما ينظرون دخان حريقها * واقفين من بعيد لأجل خوف عذابها , قائلين ويل ويل , المدينة العظيمة بابل , المدينة القوية , لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك "
والحديث السابق يدل على أن , أولى مكان بالخسف في الغرب هو أمريكا، وهناك أثر يشير إلى ذلك، ففي صحيح مسلم عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يُجبَى إليهم قفيزٌ ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟، قال: من قِبل العجم يمنعون ذاك، ثمَّ قال: يوشك أهل الشام أن لا يُجبَى إليهم دينارٌ ولا مدى، قلنا: من أين ذاك؟، قال: من قِبل الروم.وهذه إشارة إلى حصار العراق من قِبل العجم ثمَّ حصار الشام ويكون من الروم وهم أوروبا ، وكذلك هذه إشارة إلى انتهاء تأثير أمريكا ومجلس الأمن وهيئة الأمم، ولعلّ هذا أن يكون بسبب مرور كويكب العذاب الذي أشارت التوقعات إلى قربه الشديد في عام 2012- 1433 ولكن المتوقع الذي نحن نقصده في فناء أمريكا هو في سنة 2017- 1438 - حيث تنطلق موجة عارمة من البراكين والزلازل العنيفة والخسوف والفيضانات والعواصف والأعاصير المدمّرة والقذف من السماء، هذه توقعات المحللين عن آثار اقتراب هذا الكوكب من الأرض، ونتوقع أن يتسبب في خسف عظيم بالمشرق وخسف عظيم بالمغرب (والغالب أن يكون في أمريكا) وانحسار الفرات عن جبل الذهب وبذلك تبدأ أشراط الساعة الكبرى إن شاء الله سبحانه وتعالى.
وهذا الكوكب له ذنب عظيم وأقمار ذات ذنب فهل هو نفسه الكوكب ذو الذنب الذي ذكره ابن عباس رضي الله عنه؟ فعن بن أبي مليكة قال: غدوت على بن عباس رضي الله عنهما ذات يوم فقال: (ما نمت البارحة حتى أصبحت) قلت: لم؟ قال: (قالوا طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدجال قد طرق) قال الحاكم والذهبي صحيح على شرط البخاري ومسلم، وهذا يدلّ على أنّ طلوع هذا الكوكب علامة على قرب خروج الدجال. وجاء ذِكْر هذا الكوكب في التوراة -لو صحّ الخبر-: (إن حاربت أمريكا العراق قبل أن تكون الشمس عاموديه فإنّ الشمس يجاورها جُرْم ذو ذنب إذا أذِنت لربها بدمار أمريكا وحرق اليهود).
وقد كانت حرب أمريكا على العراق قبل أن تكون الشمس عامودية، وسمعنا عن كوكب يقترب وله ذنب . . .
والربط بين المذكور على لسان ابن عباس وكعب والمذكور في التوراة يتأكّد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: {عمْران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح قسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال}صحيح الجامع وعمران بيت المقدس يكون بزوال الدولة اليهودية، يتبعه خراب المدينة بسبب السفياني حيث يهرب المهدي منها إلى مكة ثم تكون بيعته، والملحمة من آخر معاركه قبل فتح القسطنطينية ثم خروج الدجال. ويتأكّد الربط أيضًا بهذا الأثر في صحيح مسلم عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يُجبَى إليهم قفيزٌ ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟، قال: من قِبل العجم يمنعون ذاك، ثمَّ قال: يوشك أهل الشام أن لا يُجبَى إليهم دينارٌ ولا مدى، قلنا: من أين ذاك؟، قال: من قِبل الروم، ثم سكت هنية ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يكون في آخر أمّتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعدّه عدّا}. فهذا حصار العراق والوصف مطابق ولم يسبق له مثيل، ويتبعه حصار الشام وكونه من قِبل الروم (أوروبا) دليل على نهاية أمريكا وهيئة الأمم، ويتبعه خروج المهدي بأمر الله تعالى. وبهذا يمكنك الربط بين غزو العراق والكوكب ذي الذنب ودمار أمريكا والدولة اليهودية وقرب خروج المهدي ثم الدجال . .
وقد ذكروا خبراء الجيلوجيا والزلازل أنَّ أمريكا تخزن تحتها طاقة زلزالية عظيمة ستنطلق يومًا على شكل زلزال عظيم يقسمها نصفين بينهما أخدود عظيم، وفي كتاب الشيخ سفر الحوالي (يوم الغضب في انتفاضة رجب) وفيه إثبات ما ستتعرّض له أمريكا:
يخاطب سفر أشعياء دولة الرجس قائلاً:
((إذا صرختِِ فلتنقذك مجموعاتك لكن الريح سترفعها جميعاً والنسيم يذبّها، أمّا الذي يعتصم بي فيملك الأرض ويرث جبل قدسي)) [57: 13-14]
وفي الترجمة الأخرى:
((ولكن الريح تحملهم كلّهم تأخذهم نفخة، أما المتوكل عليّ فيملك الأرض ويرث جبل قدسي)).
ويذكرهم قائلاً:
((إذا مدّ الربّ يده عثر الناصر وسقط المنصور وفنوا كلّهم جميعاً)) [13: 3]
الناصر: أمريكا وهي بابل الجديدة، والمنصور: إسرائيل وهي دولة الرجس.
ويصف أرمياء حال بابل الجديدة قائلاً:
((كيف كسرت وحطّمت مطرقة الأرض بأسرها؟ كيف صارت بابل دهشاً عند الأمم، نصبتُ لكِ فخاً فأُخذتِ يا بابل ولم تشعري، لقد وجدتِ نقيضي عليكِ لأنك تحديتِ الرب)) [50: 23-24] أي أمريكا
ويصفها بأنها:
((اعتدّت بنفسها على الربّ...)) ويقول:
((ها أنذا عليك أيها الاعتداد بالنفس.. لأنه قد أتى يومك وقت افتقادك، سيعثر الاعتداد بالنفس ويسقط وليس أحد ينهضه وأوقد ناراً في مدنه فتلتهم كل ما حوله)) [50: 29، 31 – 32]
ومن أوصافها فيه:
أ – هي ((كأس ذهب بيد الربّ، تسكر كلّ الأرض، من خمرها شربت الأمم ولذلك فقدت رشدها)) [51: 7]
ب- ((قائمة على المياه الغزيرة)) و ((كثيرة الكنوز)) [51: 13]
ج- هي خليط من الشعوب ولذلك هم عند بداية يوم غضب الله عليها ينصح بعضهم بعضاً: ((اهجروها ولنذهب كلّ واحدٍ إلى أرضه فإنّ الحكم عليها بلغ أعلى السموات ورفع إلى الغيوم)) [51: 9]
ويذكر أشعياء أنّ العقوبة في يوم الغضب لا تختص بالرجسة وحدها بل:
((في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد، لاوياثان الحية الهاربة، ولاوياثان الحية الملتوية ويقتل التنين الذي في البحر)).
يقول الشيخ سفر: لقد حار شراحهم في تفسير ذلك، ولكن المتأمّل في قيام رجسة الخراب يجد أن ثلاث حيات أنشأتها:
1- الحية الهاربة التي أعطت وعد بلفور وهيأت للعصابات الصهيونية ثم هربت (بريطانيا).
2- الحية الملتوية التي التفت على الأرض المقدسة وهي دولة صهيون.
3- التنين أو الحية العظمى التي في البحر -إذ في البحر حاملات طائراتها ومدمراتها لإرهاب المسلمين- وهي أمريكا!!
ويؤيد ما سبق (ص62 و 67) عن الوحش وأن التنين هو الذي يعطيه القدرة والملك.
إن الشراح البروتستانت -وإليهم تنتمي المدرسة الأصولية- يفسرون بابل بأنها الكنيسة الكاثوليكية في آخر الزمان -أي منذ بضعة قرون إلى نـزول المسيح- ويؤولون صفات بابل الجديدة الواردة آنفاً بأنها مدينة روما ويتنبأون بهلاكها.
والحقيقة أن هذا الوصف لا ينطبق على مدينة ضالة في تدينها بل هو على إمبراطورية ضالة في غطرستها وتحديها لخالقها اعتداداً بقوتها وهيمنتها، ولذلك فمن السهل علينا إثبات خطأ "بيتز" في شرح سفر الرؤيا، وذلك بذكر الصفات التي ذكرها هو نقلاً عن السفر:
أ- ((الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر كل سكان الأرض من خمر زناها)) (ص245).
ب- ((المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة هي: شعوب وجموع وأمم وألسنة)) (ص245).
ج- بعد تدميرها ((يبكي تجار الأرض وينوحون عليها لأن بضائعهم لا يشتريها أحد فيما بعد، بضائع من الذهب والفضة والحجر الكريم واللؤلؤ والبز والأرجوان والحرير والقرمز . . والعاج والخشب والنحاس والحديد والقرفة والبخور والطيب والخرد والزيت والحنطة والبهائم غنماً وخيلاً ومركبات . . . كل هذه البضائع تجارها سيقفون من بعيد من أجل خوف عذابها يبكون وينوحون، ويقولون ويل! ويل! . . . خربت في ساعة واحدة!)) (انظر: ص259-260).
إنها دولة الرفاهية والتجارة العالمية والشركات العملاقة.. فأين روما من هذا؟
ثم يقول السفر:
((رفع مَلاك واحد قوي حجراً كرَحى عظيمة ورماه في البحر قائلاً: هكذا بدفْعٍ ستُرمى بابل المدينة العظيمة ولن توجد فيما بعد)) (ص262).
ويقول:
((لأن تجارك كانوا عظماء الأرض إذ بسحرك ضلت جميع الأمم وفيها وجد دم (أتباع) أنبياء وقديسين وجميع من قتل على الأرض)) (ص263).
وحينئذٍ كما يقول السفر: تهلل الشعوب ويهلل من في السماء قائلين:
((المجد والكرامة والقدرة للرب إلهنا لأن أحكامه حق وعادلة إذ قد دان الزانية العظيمة التي أفسدت الأرض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها)) (ص263).
وأودّ هنا التنبيه على خطأ بسيط وقع فيه الشيخ سفر في كتابه؛ وهو أنَّ قيام رجسة الخراب هو بعد 2300 عام من ظهور الاسكندر على آسيا، حيث خلط بين خبرين من الأسفار هما:
((إلى ألفين وثلاث مائة صباح ومساء فيتبرأ القدس)) أو ((إلى ألفين وثلاث مائة مساء وصباح ثم تُردّ إلى القدس حقوقه)) والخبر الثاني: ((من وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة شناعة الخراب 1290 يومًا، طوبى لمن ينتظر ويبلغ 1335)) وكل يوم هنا بسنة.
فالألف وثلاثمائة هي إلى تحرير القدس لا احتلالها، وفي الخبر الثاني (طوبى لمن ينتظر ويبلغ 1335) أي بعد 45 عامًا من قيام شناعة الخراب (دولة إسرائيل) وليس من احتلالها القدس، أي من عام 1948، وهذا يوافق عام 1991 تقريبًا، لأنَّ الـ 45 هي بالسنوات القمرية وليس الشمسية .
يتبع إن شاء الله ............
العنوان : بحث في النهاية لما يحدث لآخر الزمان وقربها من عصرنا الحاضر الجزء الاول
الوصف : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي امتن على عباده المؤمنين ببعثة الرسول الصادق الأمين، فأخرجهم به من ظلمات الكفر والجهل إلى نور...
الوصف : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي امتن على عباده المؤمنين ببعثة الرسول الصادق الأمين، فأخرجهم به من ظلمات الكفر والجهل إلى نور...
0 الردود على "بحث في النهاية لما يحدث لآخر الزمان وقربها من عصرنا الحاضر الجزء الاول"
إرسال تعليق