نظرية المؤامرة العالمية، هل هي صحيحة ؟! ( الجزء الرابع )

إن الاعلان عن مقتل بن لادن، بداية استراتيجية

 

أمريكية جديدة قائمة على دعم السلام والديمقراطية بدل العنف والحروب!

بالحقيقة ان هذا الكشف الجديد لم يبح لي به صاحبي (الحكيم الامريكي)، فكما أخبرتكم انه قد توفى منذ زمن. لكني بالأمس (بعد الاعلان عن مقتل بن لادن بيومين، في 3ـ 5ـ 2011) تلقيت هذه الرسالة ـ التقرير من أحد المقربين منه. ولطولها فقد اقتطعت منها المعلومات المهمة التالية :
كما كشف لك أخينا الراحل (H.M) في اعترافاته، بأن هنالك (تيار سلمي) في داخل فيدراليتنا الاخوية يكافح من اجل الحد من جموح التيار المتشدد المسيطر الذي يصر على فرض سياسة القمع والحرب على بلدان الشرق الاوسط بحجة مكافحة خطر القاعدة والتطرف الاسلامي، المدعوم سراً من قبل امريكا نفسها!
منذ فترة بدأ هذا التيار المتشدد الغالب على منظمتنا يفقد حججه أو ربما بدأ يتعب من سياسة التهييج والتدمير والحروب هذه. وبدأ يتقبل بالتدريج مشروعنا نحن التيار السلمي الداعي الى اتباع ستراتيجية مغايرة تعتمد تشجيع التيارات السلمية والديمقراطية في منطقتكم. ان الازمة الاقتصادية التي تعاني منها امريكا، وتنامي الخطر الصيني - الروسي، اقتصادياً وعسكرياً، كان سبباً مهماً لموافقة الغالبية في فيدراليتنا على تبني هذه السياسة السلمية الجديدة، من اجل كسب الشعوب والبلدان العربية والاسلامية وجعلها بجانب مصالحنا.
ان انتخاب (اوباما) لم يكن صدفة أبداً. ما كانت إلاّ الخطوة الاولى من اجل وضع سياسة جديدة بمسحة انسانية عالم ثالثية، اسلامية عربية. فكما تعرفون ان اوباما نصفه افريقي ومن أصول اسلامية ويحمل إسماً عربياً (باراك حسين). ان خطابه الشهير في القاهرة (6- 4- 2009) كان بمثابة الاعلان عن البدأ بسياستنا الجديدة في العالم العربي والشرق الاوسط.
نموذج بلدان المعسكر الاشتراكي السابق
ان جوهر سياستنا الجديدة، يمكن إيجازه بالعبارة التالية: تطبيق ما نجحنا بتطبيقه في بلدان اوربا الشرقية بعد نهاية الاتحاد السوفيتي. أي تحويلها الى دول ديمقراطية ليبرالية تدور في معسكرنا بصورة أو أخرى. وقد استفدنا خصوصاً من النموذج التركي، حيث هنالك حكومة يقودها اسلاميون ديمقراطيون مع عسكر متحالفين معنا وفي عضوية الحلف الاطلسي.
أي التقليل الى حد كبير من استخدام الجيوش وعمليات التدمير العنفي، والاعتماد على القوات الامنية والعمليات السرية والكسب الثقافي والشعبي. لهذا فأن النقطة المحورية التي يعتمد عليها مشروعنا، تتمثل بسحب الدعم السري عن منظمة القاعدة والحركات المسلحة الاسلامية، وتشجيع التيارات السلمية والمطالبة بالديمقراطية. بالتنسيق مع حلفائنا في الخليج والسعودية وتركيا تم التفاهم مع الاخوان المسلمين لتقبل الديمقراطية وتشجيع الميول الاسلامية الانفتاحية.
ضمان امن اسرائيل والحكومات الحليفة شرط أساسي
من المهم جداً التوضيح، بأن التيار المتشدد الغالب على منظمتنا، لم يوافق على تبني هذه السياسة الجديدة إلاّ بعد الاتفاق على توفير الضمانات التالية:
1ـ ان الانظمة الديمقراطية الجديدة هذه يجب ان توافق على السلام الدائم مع اسرائيل وإدخالها في سوق مشتركة عربية ـ شرق أوسطية. طبعاً تم الضغط على اسرائيل من قبلنا لكي توافق على التعاون أو على الاقل الصمت عن هذه التغييرات الديمقراطية الجارية في العالم العربي. فمن المعلوم ان هنالك في النخب الاسرائيلية اتجاهات عنفية متعصبة ترفض تماماً أي استقرار وسلام وديمقراطية في المنطقة، فهي تريد أن تبقى واحة الديمقراطية الوحيدة في صحراء الدكتاتورية والعنف العربي الاسلامي.
2ـ ضمان سلامة الحكومات المتحالفة معنا والداعمة لهذا المشروع، مثل العربية السعودية وإمارات الخليج والمملكة المغربية. وقد وافقنا على قمع أية محاولة من شعوب هذه البلدان بالتمرد على هذه الحكومات الحليفة، كما حصل مثلاً في البحرين. أما بالنسبة لمملكة المغرب فإننا سكتنا عن تمثيلية التفجير الذي قامت به الحكومة والذي نسب الى القاعدة، بعد أيام من المظاهرات الشعبية الكبرى.
3ـ ضمان وجود قواعد عسكرية امريكية ثابتة في بعض بلدان المنطقة لتكون قريبة من الوضع وتقف بوجه أي محاولة لأبعاد هذه الانظمة عن معسكرنا وخصوصاً بوجه أي نفوذ روسي - صيني. إننا نجهد لاقناع القادة العراقيين بالابقاء على وجودنا، وكذلك نجحنا بتأجيج الاوضاع في ليبيا بطريقة تسمح لنا بخلق وجود عسكري مقبول من قبل النظام القادم.
التخلص من القاعدة وتعاون العسكر

لقد تم اختيار (روبرت غيتس) وزيراً للدفاع، قبل وصول اوباما ببضعة أشهر ثم استمر معه، من اجل الاشراف على المهمتين التاليتين:
أولاً ـ الاشراف المباشر على التخلص من ملف القاعدة، لأن (غيتس) هو الذي يعرفه جيداً حيث أشرف شخصياً على تأسيس القاعدة بالتعاون مع بن لادن، من خلال عمله في أوائل التسعينات كمدير لوكالة المخابرات الامريكية. وقد نجح في مهمته هذه، إذ تم في العامين الاخيرين تفكيك الشبكة الرئيسية وسحب الدعم المالي والعسكري والمخابراتي الذي كنّا نقدمه لها بصورة سرية. إن تدبيرنا منذ يومين لتمثيلية مقتل (بن لادن) ماهو إلاّ اعلان عن غلق ملف القاعدة. فكما يعلم الكثيرون ان (بن لادن) ليس له أي وجود سياسي منذ سنوات عدة، وكنّا نحن نغذي الاعلام بين حين وآخر ببياناته وخطاباته المزيفة، بالتنسيق مع بعض قادة القاعدة وفضائية الجزيرة.
ثانياً - الاشراف المباشر على عملية التنسيق مع القيادات العسكرية والامنية في الدول العربية الحليفة لنا، مثل مصر وتونس واليمن من اجل المساعدة على تغيير الحكام وتقبل التغيير الديمقراطي الجماهيري.
أما الناحية السياسية والحزبية والدعائية فقد جهدنا في العامين الأخيرين من أجل التفاهم مع الكثير من قادة النخب العربية من قادة حزبيين ودينيين ومثقفين واعلاميين، بصورة مباشرة أو غير مباشرة عبر مؤسسات امريكية واوربية مختلفة، لدفعهم ودعمهم الاعلامي والسياسي والمادي للقيام بهذه النهضة الشعبية الديمقراطية في البلدان العربية والشرق أوسطية. وقد اتفقنا مع محطة الجزيرة لكي تقوم بهذه المهمة على أكمل وجه، بالاضافة الى الدعم الكبير والحاسم من قبل اعلامنا الامريكي والعالمي.
ما العلاقة بين غيتس وبانيتا وبترايوس، والقذافي وبن لادن؟
يتوجب الاعتراف، بأن تمثيلية مقتل (بن لادن) لم تكن متقنة وفيها الكثير من النواقص الاعلامية المفضوحة، بسبب الاستعجال الذي تمت به. والحقيقة إننا اضطررنا لهذه العجلة بسبب ظرف طارئ فوجئنا به. إن القذافي بعد مقتل ابنه وأحفاده في قصفنا لطرابلس (قبل يوم واحد من مقتل بن لادن)، خرج عن طوره وشرع بتنفيذ خطوة لم نكن نتوقعها: بالتعاون مع عناصر من المخابرات الباكستانية والسعودية العليمة بأسرار علاقتنا بالقاعدة، أراد الاتصال بقادة القاعدة الميدانيين الذين يجهلون تماماً ارتباط قادتهم بنا، ليعطيهم الدليل القاطع بأن (بن لادن) ليس له أي وجود حالي، وإن (الزعيم الظواهري) الذي يدَّعي انه يلتقي به، ما هو إلاّ كاذب وعميل تابع لنا. وهذا يعني بكل بساطة تمرد الفروع الميدانية وخروجها عن سيطرتنا بصورة تامة. لهذا اضطرننا للاستعجال بتنفيذ تمثيلة مقتل (بن لادن) لكي نتمكن بسرعة من غلق ملفه، مع الابقاء على إمساكنا بالخيوط الرئيسية والاستمرار بعملية تفكيكها بصورة سليمة دون خطر تمرد بعض فروعها.
لهذا فأن (غيتس) ترك منصبه بالدفاع قبل أيام من مقتل (بن لادن)، بسبب عدم قناعته بأمكانية نجاح التمثيلية. وقد حل محله (بانيتا) رئيس المخابرات المركزية، تعبيراً عن البدء بالمرحلة الجديدة القاضية بمنح الجيش الامريكي دوراً مخابراتياً يتلائم مع السياسة الجديدة. كذلك تم تعيين الجنرال (بترايوس) القائد السابق للقوات في العراق ثم في أفغانستان، رئيساً للمخابرات المركزية، لأنه يمتلك خبرة طويلة بالتعامل مع شعوب الشرق الاوسط، ثم انه سبق وأن نجح  بأمتياز بدفع جيوشه الى مزاولة النشاط المخابراتي (الشعبي والسياسي) بتأسيس الصحوات العشائرية والمحلية المناصرة للوضع القائم في البلدين.
الوضـع العراقـي
بالحقيقة ان الوضع العراقي لا زال يواجه بعض المصاعب لضمه الى مشروعنا الديمقراطي الجديد. فهنالك أطراف عديدة علينا اقناعها أو إجبارها لتتفق مع سياستنا الجديدة. والمشكلة اننا خلال السنوات السابقة قد خلقنا على أرض الواقع العراقي الكثير من المؤسسات الحزبية والميليشيات والعصابات السرية (من ضمنها القاعدة)، لكي تساهم كلها بتنفيذ مهمة واحدة: إتمام المرحلة الاخيرة من مشروع تخريب العراق، والتي بدأت منذ أعوام الثمانينات مع اقناع صدام بالحرب ضد ايران، ثم حرب الكويت وفرض الحصار، ثم الاحتلال وتدمير الدولة ونهب الثروات واطلاق الحرب الطائفية. وقد جهدت ادارتنا المتحكمة في العراق لاختيار أسوء العناصر السياسية والحزبية لتتسلم قيادات الدولة والجيش والبرلمان والاحزاب والاعلام وقيادات الاقليم الكردي. وقد ركزنا خصوصاً على مؤسسات استثمارات النفط.
هكذا خلال أعوام نجحنا بخلق طبقة عراقية واسعة تضم مختلف التيارات والاتجاهات والفئات والمرجعيات الدينية الخاضعة تماماً لنا وتتقبل سياستنا لقاء سماحنا لها بممارسة كل أنواع الفساد والسرقة والشذوذ. بل حتى قادة المعارضة بأنواعها البعثية والسنية تمكنّا من شراء ذمم الكثير منهم لكي يمارسوا دورهم التخريبي المطلوب بأسم المقاومة.
خلاصة القول لقد نجحنا بإفساد غالبية قيادات العراق ونخبه بأموال العراق نفسه، حتى أصبحوا يتنافسون بينهم مثل البغايا الرخيصة من اجل إرضائنا وتنفيذ أوامرنا. والآن نكتشف كم من الصعب علينا أن ندجن هذه القوى الفاسدة المتوحشة التي خلقناها نحن ومنحناها السلطان المطلق على شؤون العراق، وأن نقنعها بأن تغير سياستها الفاسدة القديمة وتتبنى سياستنا الاصلاحية الجديدة.
رأينـا؟
قد يفهم من التقرير السري أعلاه، بأن ما يحدث في العالم العربي من نهضة شعبية مطالبة بالكرامة والديمقراطية، بأنها عملية مفبركة غايتها خدمة مصالح امريكا والغرب واسرائيل! لهذا نقول بأننا نفهم هذا التصريح كالتالي:
إن هذه النهضة الشعبية الديمقراطية في العالم العربي، ليست من صنع امريكا أبداً، بل هي نتيجة طبيعية لسنوات طويلة من تراكم التجارب الفاشلة منذ الخمسينات وحتى الآن: قومية ويسارية واسلامية، قائمة على الانقلابات العسكرية والعنف المسلح: (إبتداءاً من الانقلابات العسكرية المتتالية ثم المقاومة الفسلطينية والحروب الصحراوية والكردية وغيرها، حتى الجهاد المسلح للقاعدة وفروعها). لهذا كان من الطبيعي جداً أن تتوصل غالبية النخب والشعوب العربية الى هذا الاختيار الشعبي الديمقراطي السلمي، لأنه بكل بساطة آخر الحلول بعد الخيبات المتتالية من كل الحلول العسكرية والعنفية والمثالية القومية واليسارية والدينية.
يمكن القول بكل ثقة أن دور امريكا والغرب لم يكن بالحقيقة في صنع هذه النهضة الشعبية، بل كل ما في الامر ان الغرب من خلال مراقبيه ومختصيه استشرف قرب هذه النهضة ودرسها وتفهمها وأدرك أهميتها المستقبلية، لهذا فأنه جهد لتغيير سياسته التخريبية السابقة القائمة على تشجيع العنف والانقلابات، الى سياسة تشجيع النهضة الشعبية السلمية على أمل تبنيها والتحالف معها.
إذن يمكننا أن نعلنها بكل ثقة وضمير: نعم لهذه النهضة الجماهيرية للشعوب العربية وجميع شعوب الشرق الاوسط. نعم للكفاح السلمي الشعبي والثقافي من اجل الكرامة والديمقراطية. نعم للتيار الاسلامي المعتدل والديمقراطي. نعم لتحقيق السلام العادل مع اسرائيل وتشجيع مشروع (دولة واحدة لشعبين فلسطيني ويهودي). نعم للسلام العالمي والتحالف العادل والصريح مع امريكا والغرب (على طريقة تركيا) من اجل الاستفادة منهم وتجنب مؤامراتهم. نعم من اجل خلق وحدة ديمقراطية بين دول شرق البحر المتوسط (الدول العربية وايران وتركيا) على غرار الوحدة الاوربية.
إنتبهوا أيها الديمقراطيون!
وتبقى النقطة المهمة التي يجب أن تنتبه لها جميع النخب العربية والشرق الاوسطية الباحثة عن الكرامة والديمقراطية: إياكم إياكم من تكرار ما حصل في العراق. فبأسم الديمقراطية ومكافحة أزلام النظام السابق، صعدت طبقة فاسدة عميلة بلا ضمير ولا أخلاق ولا وطنية ولا رجولة ولا انسانية، بل هي طبقة لا تستحق حتى تهمة التعصب القومي والطائفي: فلا قادة الاكراد رحموا الاكراد، ولا قادة الشيعة رحموا الشيعة، ولا قادة السنة رحموا السنة، وجميعهم لم يرحموا العراق. فهم بكل بساطة عبارة عن وحوش كاسرة دمروا الوطن وأسالوا الدماء وتقحبوا لجميع المخابرات الاقليمية والعالمية، فقط من اجل أن يسرقوا براحتهم!

ملحق توضيحي
وصايا (بريمر) حاكم العراق لـ (نيغرو بونتي)
سفير امريكا الجديد!

الحاكم بريمر، وهو الثاني من اليسار، مع بعض قادة العراق

إن ما يذكره الحاكم الامريكي في وصاياه هذه، يمثل الحقيقة بأقبح وجوهها. إذ يكشف بكل صفاقة عن ان هذه الطبقة الفاسدة لم تكن فقط نتاج طبيعي لأوضاع العراق، بل هي خصوصاً نتاج سياسة امريكية واعية ومبرمجة اعتمدت منذ أيام (معارضة لندن) على تفضيل العناصر الضعيفة الفاسدة، وإفساد العناصر المترددة، والتخلص من العناصر الجيدة بمختلف الطرق الجهنمية التي تبلغ حد الاغتيال، كما حصل مع السيد (محمد باقر الحكيم) والقيادي في الدعوة (عز الدين سليم) الذين تم تصفيتهما امريكياً بأسم القوى السلفية، لأنهما ترددا بالقبول بلعبة الافساد الامريكية.
هذه هي الوصايا حسب ما أوردتها الواشنطن بوست والصحف الامريكية:
1ـ إياك أن تثق بأيّ من هؤلاء الذين آويناهم وأطعمناهم. نصفهم كذّابون، والنصف الآخر لصوص.
2ـ مخاتلون لا يفصحون عما يريدون ويختبؤون وراء أقنعة مظللة.
3ـ يتظاهرون بالطيبة واللياقة والبساطة، والورع والتقوى، وهم في الحقيقة على النقيض من ذلك تماماً، فالصفات الغالبة هي: الوضاعة والوقاحة وإنعدام الحياء.
4ـ إحذر أن تغرَّك قشرة الوداعة الناعمة، فتحت جلد هذا الحمل الذي يبدوا حميمياً وأليفاً ستكتشف ذئباً مسعوراً، لا يتردد من قضم عظام أمه وأبيه، ووطنه الذي يأويه. وتذكر دائماً إن هؤلاء جميعاً سواء الذين تهافتوا على الفتات منهم أو الذين التقطناهم من شوارع وطرقات العالم هم من المرتزقة ولائهم الاول والأوحد لأنفسهم.
5ـ حاذقون في فن الاحتيال وماكرون كما هي الثعالب، لأننا أيضاً دربناهم على أن يكونوا مهرجين بألف وجه ووجه.
6ـ يريدون منا أن لا نرحل عن العراق ويتمنون أن يتواجد جنودنا في كل شارع وحي وزقاق وأن نقيم القواعد العسكرية في كل مدينة، وهم مستعدون أن يحولوا قصورهم ومزارعهم التي اغتصبوها إلى ثكنات دائمية لقواتنا، لأنها الضمانة العملية الوحيدة لاستمرارهم على رأس السلطة، وهي الوسيلة المتوفرة لبقائهم على قيد الحياة. لذلك تجد أن هذه الوجوه تمتلئ رعباً ويسكنها الخوف المميت لأنها تعيش هاجساً مرضياً هو (فوبيا انسحاب القوات الامريكية) الذي لا ينفك عنها ليلاً ونهاراً، وقد أصبح التشبث ببقاء قواتنا أحد أبرز محاور السياسة الخارجية لجمهورية المنطقة الخضراء..
7ـ يجيدون صناعة الكلام المزوق وضروب الثرثرة الجوفاء مما يجعل المتلقي في حيرة من أمره، وهم في الأحوال كلها بلداء وثقلاء، ليس بوسع أحد منهم أن يحقق حضوراً حتى بين أوساط زملائه وأصحابه المقربين.

السفير نيغرو بونتي مع وزير الخارجية زيباري

8ـ فارغون فكرياً وفاشلون سياسياً لن تجد بين هؤلاء من يمتلك تصوراً مقبولاً عن حل لمشكلة أو بيان رأي يعتد به إلاّ أن يضع مزاجه الشخصي في المقام الأول تعبيراً مرضياً عن أنانية مفرطة أو حزبية بصرف النظر عن أي اعتبار وطني أو موضوعي.
9ـ يعلمون علم اليقين بأنهم معزولون عن الشعب لا يحظون بأي تقدير أو أعتبار من المواطنين لأنهم منذ الأيام الأولى التي تولوا فيها السلطة في مجلس الحكم الإنتقالي المؤقت أثبتوا أنهم ليسوا أكثر من مادة إستعمالية وضيعة في سوق المراهنات الشخصية الرخيصة.
10ـ يؤمنون بأن الاحتيال على الناس ذكاء، وأن تسويف الوعود شطارة، والاستحواذ على أموال الغير واغتصاب ممتلكات المواطنين غنائم حرب، لذلك هم شرهون بإفراط تقودهم غرائزية وضيعة. وستجد أن كبيرهم كما هو صغيرهم دجالون ومنافقون، المعمم الصعلوك والعلماني المتبختر سواء بسواء، وشهيتهم مفتوحة على كل شيء: الاموال العامة والاطيان، وإقتناء القصور، والعربدة المجنونة، يتهالكون على الصغائر والفتات بكل دناءة وامتهان، وعلى الرغم من المحاذير والمخاوف كلها....
فإياك أن تفرّط بأي منهم لأنهم الأقرب إلى مشروعنا فكراً وسلوكاً، وضمانةً مؤكدة، لإنجاز مهماتنا في المرحلة الراهنة، وإن حاجتنا لخدماتهم طبقاً لاستراتيجية الولايات المتحدة، مازالت قائمة وقد تمتد إلى سنوات أخرى قبل أن يحين تاريخ انتهاء صلاحيتهم الافتراضية، بوصفهم (مادة استعمالية مؤقتة) لم يحن وقت رميها أو إهمالها بعد


إنتهى



العنوان : نظرية المؤامرة العالمية، هل هي صحيحة ؟! ( الجزء الرابع )
الوصف : إن الاعلان عن مقتل بن لادن، بداية استراتيجية   أمريكية جديدة قائمة على دعم السلام والديمقراطية بدل العنف والحروب! بالحقيق...

0 الردود على "نظرية المؤامرة العالمية، هل هي صحيحة ؟! ( الجزء الرابع )"

إرسال تعليق