بحث في النهاية لما يحدث لآخر الزمان وقربها من عصرنا الحاضر الجزء الرابع



في معركة وعد الآخرة "هرمجدون"

روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ قالَ: "تَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ رَايَاتٌ سُودٌ لاَ يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيلِيَاءَ" . وهناك آيات وأحاديث ودلائل تفوق الحصر عن معركة وعد الآخرة .
وتصف التوراة الخراب القادم إليهم في سفر حزقيال، ما نصه:
"وكان إلىَّ كلامُ الرَّبِ قائلاً * يا ابن آدم اجعل على جُوج أرض مَأجوج رئيس رُوش ما شِك وتُوبال وتنبَأ عليه * وقل هكذا قال السيد الرب ها أنذا عليك يأجُوج رئيس رُوش ماشِك وتُوبَال * وأُرَجِّعَك وأضَعُ شكَائِم في فيك وأُخرجك أنت وكل جيشك خيلاً وفرساناً كلهم لابسين أفخر لِبَاس جماعة عظيم مع أتراس ومجان كلهم مُمسكين السيوف، فارس وكُوش وفُوط معهم كُلهم بمُجن وخُوذة * وجُومَر وكل جيوشه وبيت تُوجَرمَة من أقاصِي الشمال مع كل جيشه كثيرين معك * استعد وهَيِّء لنفسك أنت وكل جماعتك المجتمعة وإليك فصرت لهم مُوقراً * بعد أيام كثيرة تُفْتَقَدْ، في السنين الأخيرة تأتي إلى الأرض المُستردة من السيف، المجموعة من شعوب كثيرة على جبال إسرائيل التي كانت دائمة خربة للذين أُخرجُوا من الشعوب وسَكنوا آمنين كلهم * وتصعد وتأتي كزوبعة وتكون كسحابة تغشى الأرض أنت وكل جيوشك وشعوب كثيرون معك[ .
روش = روسيا، توبال = تيبولسك (روسيا البيضاء)
فارس = إيران، جومر = أوربا الشرقية، توجرمه = القوقاز




أسباب معركة هرمجدون
فساد بني إسرائيل الذي تعدى كل الحدود والشرائع والقيم والقوانين التي تعارف عليها البشر حتى طفح الكيل وهذا كلام 
القرآن الكريم والتوراة والإنجيل:
ومما ورد في القرآن الكريم شهادة على فسادهم :
}وألقينا بينهمُ العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، ويسعون في الأرض فساداً، والله لا يحب المفسدين{ .
ومما ورد في التوراة:
"هكذا قال السيد الرب، هذه أورشليم في وسط الشعوب قد أقمتها وحواليها الأراضي * فخالفت أحكامي بأشر من الأمم وفرائضي بأشر من الأراضي التي حواليها لأن أحكامي قد رفضوها وفرائضي لم يسلكوا فيها * لأجل ذلك قال السيد الرب، من أجل أنكم ضججتم أكثر من الأمم التي حواليكم ولم تسلكوا فرائضي ولم تعملوا حسب أحكامي ولأعملتم حسب أحكام الأمم التي حواليكم * لذلك هكذا قال السيد الرب، ها إني أنا أيضاً عليكم، وسأجري في وسطك أحكاماً أمام عيون الأمم * وأفعـل بك ما لم أفعل وما لن أفعل مثله بعد بسبب كل أرجاسك" .
ونجد نفس المعنى في القرآن الكريم :
}وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب، يُخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار{ .
ويبين الله تعالى السبب: }ذلك بأنهم شافُّوا الله ورسوله، ومن يشاق الله فإن الله شديدُ العقاب{ .
ومن سفر حزقيال نستخلص أسباب النهاية:"وكان إلىّ كلام الرب قائلاً * وأنت يا إبن آدم فهكذا قال السيد الرب لأرض إسرائيل. نهاية. قد جاءت النهاية على زوايا الأرض الأربع * الآن النهاية عليك وأرسل غضبي عليك وأحكم عليكم كطرقك وأجلب عليك كل رجاساتك * فلا تشفق عليك عيني ولا أعفو بل أجلب عليك طرقك وتكون رجاساتك في وسطك فتعلمون أني أنا الرب" .
والجزاء أيضا: "لأن الأرض قد امتلأت من أحكام الدم والمدينة امتلأت من الظلم * فآتى بأشر الأمم فيرثون بيوتهم وأبيد كبرياء الأشداء، فتتنجس مُقدسَاتِهم * الرُّعب آت فيطلبون السلام ولا يكون * ستأتي مصيبة على مصيبة ويكون خبر على خبر" .
لأنهم يطلبون السلام حبرا على ورق .... ولا يكون .





: وَصْفُ المَعرَكة
عندما يستوعب خيال الإنسان أكبر تجمع يمكن حشده من جميع أرجاء العالم على بلد واحد يفوق بمراحل عظيمة ذلك الجمع الذي حُشِد على العراق حتى العدد ليس مائة ألف أو مليون مقاتل، ولكن ربما يصل العدد إلى عشرات الملايين المدججين بأحدث ما في الترسانة العسكرية من الأسلحة الشيطانية بما فيها الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية فتلك بلا شك المعركة المُسماة في القرآن الكريم: معركة وَعْدُ الآخرَةِ، وفي الكتاب المقدس: هَرْمَجِّدُّون.
وعندما يصل خيال الإنسان إلى معركة يمتد دفن القتلى فيها سبعة أشهر فتلك معركة وعد الآخرة.
وعندما يعم ضيق عظيم لم يكن منذ خلق الله تعالي السموات والأرض جميع البلاد حتى لا يجدوا ملاذاً سوى تحالف الجميع ضد دولة الفساد التي جعلت الأرض خراباً وتسببت في كل ما أصاب العالم من مجاعات ونكبات فاجتمعوا من كل أرجاء المعمورة صوب هدفٌ واحد هو إزالة دولة بني إسرائيل من الوجود فتلك معركة وادي مجيدو التي تحدثت عنها الكتب المقدسة: القرآن الكريم والتوارة والإنجيل، ومما ورد في سفر الرؤيا:
"قائلاً للملاك السادس الذي معه البوق: فُك الأربعة ملائكة المقيدين عند النهر العظيم الفرات * فانفك الأربعة الملائكة المعدون للساعـة واليوم والشهر والسنة لكي يقتلوا ثلث الناس * وعدد جيوش الفرسان مئتا ألف ألف، وأنا سمعت عددهم * وهكذا رأيت الخيل في الرؤيا والجالسين عليها، لهم دروع نارية وأسما نجونية وكبريتية ورءوس الخيل كرءوس الأسود ومن أفواهها يخرج نار ودخان وكبريت * ومن هذه الثلاثة قتل ثلث الناس من النار والدخان والكبريت الخارجة من أفواهها * فإن سلطانها هو في أفواهها وفي أذنابها لأن أذنابها شبه الحيات ولها رءوس وبها تضر * وأما بقية الناس الذين لم يقتلوا بهذه الضربات فلم يتوبوا عن أعمال أيديهم[ .
وصف المعركة: "ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنشف ماؤه لكي يُعد طريقُ الملوك الذيـن من مشرق الشمس * ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح نجسه شبه ضفادع * فأنهم أرواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء * ها أنذا آتي كلص، طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً فيروا عريته * فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون" .
ولقد ورد وصف ذلك اليوم أيضا في التوراة بسفر زكريا:
"في ذلك اليوم يعظم النَّوحُ في أورشليم كنوح هددرمون في بقعة مجدون * وتنوح الأرض عشائر عشائر على حدَتَها، عشيرة بيت داود على حدَتها ونساؤهم على حدتهن، عشيرة بيت ناثان على حدتها ونساؤهم على حدتهن * عشيرة بيت لاوي على حدتها ونساؤهم على حدتهن، عشيرة شمعي على حدتها ونساؤهم على حدتهن * كل العشائر الباقية عشيرة عشيرة على حدتها ونساؤهم على حدتهن" ، جَمْعُ حِدَّة يعني بمفردها.
"يقول رب الجنود: اضرب الراعي فتتشتت الغنم وأرد يدي على الصغار ويكون في كل الأرض يقول الرب أن ثلثين منها يقطعان ويموتان والثلث يبقى فيها * وأدخل الثلث في النار وأمحصهم كمَحص الفضة وامتحنهم امتحان الذهب" .
"هو ذا يوم للرب يأتي فيقسم سلبك في وسطك * واجمع كل الأمم على أورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة وتُنهب البيوت وتفضح النساء .
ويستمر سفر زكريا في وصف النهاية: "يقول السيد الرب من أجل إنك قد نجَّسـتِ مُقدَّسي بكل مُكرهاتك وبكل أرجاسك فأنا أيضاً أجُزُّ ولا تُشفق عيني وأنا أيضاً لا أعفوا * ثلثك يموت بالوباء وبالجوع يفنون في وسطك وثلث يسقط بالسيف من حولك وثلث أذرية في كل ريح واستل سيفاً وراءهم"(2).
يقول هول لندسي: (سيبقى فقط 144 ألف يهودي على قيد الحياة بعد معركة هرمجدون)، وهو يستند في ذلك إلى ما ورد في سفر يوحنا اللاهوتي/ الإصحاح السابع/ أن عدد الباقين من كل سبط اثني عشر ألفاً ومجموع الأسباط اثني عشر سبطاً، وفي التوراة أيضا:
"ويقبرهم بيت إسرائيل ليطهروا الأرض سبعة أشهر" .
لأن الله أخبرهم من قبل:}ثم رددنا لكم الكرَّة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها، فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا{ .
عند فساد بني إسرائيل وعلوهم الكبير ، يجمع الله تعالى عليهم الأمم التي تنكل بهم وتخزيهم وتجعل حضارتهم أطلالاً وديارهم خراباً ولا تقوم لهم بعدها قائمة كما ورد في القرآن الكريم:
}وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب، يُخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، فاعتبروا يا أولي الأبصار{ .

متى وعد الآخرة (هرمجدون)

بدأ زمن دولة إسرائيل من بداية قيام دولتهم الأولى عام 1184 قبل الميلاد ويستمر عمر هذه الأمة إلى نهاية دولتهم الأخيرة وهى الدولة العبرية القائمة الآن والتي قامت مؤخرا سنة 1367 هجرية قمرية أي سنة 1368 قمرية من الإسراء وهى السنة
التي تقابل في جزء منها منتصف سنة 1948 شمسية بعد الميلاد وكما نعلم جميعا هذا هو تاريخ قيام دولة إسرائيل الحالية وهي أخر دولة لبني إسرائيل بإذن الله لأنها دولة وعد الآخرة كما سيتم تفصيله .

الجيل الذي شهد قيام إسرائيل عام 1948لن يمضى أي لن يموت كل أفراده حتى يشهد بعض هذا الجيل نفسه نهاية أحداث وعد الآخرة عام 2022 على الأرجح فسيتبقى بعض الأحياء من هذا الجيل ليشهد النهاية . بمعنى أن الجيل الذي حضر قيام إسرائيل لن يموت جميع أفراده وسيبقى بعضهم حتى يتم زوال إسرائيل ويخرج يأجوج ومأجوج بعد نهاية إسرائيل مباشرة حيث يدك الله سد ذي القرنين
وذو القرنين غير الإسكندر المقدونى وسابق له في الزمن وإن كان بعض المسيحيين يلقون شبهة الخلط بين الشخصيتين للطعن في القرآن ولكن هيهات وشتان بين الثرى والثريا وشتان بين العبد الصالح والعبد الطالح

(لن يمضى هذا الجيل قبل أن يحدث هذا كله) (إنجيل متى.)وقد أخطأ البعض في فهم هذا النص ومنهم الأنبا ديسقورس فى مطلع التسعينات و محاولته لحل معادلات دانيال الرقمية فقد كان موفقا في فهم تطابق بداية الجيل مع قيام إسرائيل عام 1948 إلا أنه خالفه التوفيق في تقدير عمر هذا الجيل حيث قدره بمتوسط أعمار الأجيال الذي قدره اجتهادا ب 50 سنة ميلادية فتوقع خروج المسيح الدجال عام 1998 م. كما توقع عودة المسيح بعده بثلاث سنوات ونصف سنة ليتفق ذلك مع بداية الألفية الثالثة وفق اعتقاده بقدوم المسيح على رأس ألف سنة فقدر أن تكون بداية الألف الثالثة من ميلاد المسيح



وكذلك يكون من علامات معركة وعد الآخرة , عند جفاف نهر الفرات , الذي أوشك الآن أن يجف .
**********

الباب الثاني
الملحمة الثانية : فتح القسطنطينية

يتم فتح القسطنطينية خلال التاريخ الإسلامي , ثلاث مرات , وهو ما يتضح لنا الأحاديث الآتية :

أولاً : إجمالي غزوات القسطنطينية ثلاث غزوات :

ما أخرجه الحافظ نعيم بن حماد , عن عمرو بن العاص , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" تغزون القسطنطينية ثلاث غزوات , فأما غزوة ستكون بلاء وشدة , والغزوة الثانية يكون بينكم وبينهم صلح , حتى يبني المسلمون فيها المساجد , وتغزون معهم من وراء القسطنطينية , ثم ترجعون إليها , والغزوة الثالثة يفتحها الله لكم بالتكبير , فتكون على ثلاثة أثلاث , يخرب ثلثها , ويحرق ثلثها , ويقسمون الثلث الباقي " .
ثانياً : جيش فتح القسطنطينية , ينصره الله بالقتال مرتين , ومرة بالتكبير : كما روى ابن ماجه , عن عمرو بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا علي , إنكم ستقاتلون بني الأصفر , ويقاتلهم الذين من بعدكم , حتى تخرج إليهم روقة الإسلام , أهل الحجاز , الذين لا يخافون في الله لومةٌ لائم فيفتتحون القسطنطينية بالتسبيح والتكبير , فيصيبون غنائم لم يصيبوا مثلها , حتى يقتسموا بالأترسة " .الغزوة الأولى للقسطنطينية


وهو ما رواه الإمام أحمد , عن عبدالله بن بشر الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " لتفتحن القسطنطينية , فلنعم الأمير أميرها , ولنعم الجيش ذلك الجيش " .
قال فدعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني فحدثته فغزوا القسطنطينية .

وتم ذلك في زمن إمارة سليمان بن عبد الملك بن مروان , الذي وجه أخيه مسلمة شمالاً نحو مدائن بلاد الروم , فأوغل فيها , حتى بلغ القسطنطينية , والتي كانت تسمى من قبل " بيزنطية " فاتخذها الملك " قسطنطين " الأكبر ملك الروم عاصمة , حكمه سنة 330 م , وأعاد تخطيطها , ونظم عمارتها وأحكم بناءها , وأحاطها بسور يبلغ ارتفاعه واحد وعشرين ذراعاً , وأطلق عليها اسمه .

فلما وقف المسلمون أمام أسوارها أيقنوا بمنعتها , فأحكموا الحصار , وبنوا بيوتاً من خشب حول القسطنطينية , وأقاموا فيها الصيف ثم الشتاء , وزرعوا الأرض المحيطة ليطعموا منها .

وأثناء الحصار مات ملك الروم , واشتد بهم الجوع , فأرسلوا إلى مسلمة يعرضون ديناراً عن كل رأس , ليفك الحصار وينصرف عنهم فأبى , فلجئوا إلى أخ للملك يسمى " ليون " وكان واسع الحيلة , فضمنوا له : إن هو صرف العرب جعلوه ملكاً عليهم , فخرج إلى " مسلمة بن عبد الملك " وتعهد له : أن يسلمه " القسطنطينية " إذا أعطاه وعداً بالأمان لأهلها من القتل والسبي , وسيتركون المدينة , ويفتحون أبوابها له فوافق مسلمة , وأعطاهم الأمان , فقال : أيها الامير إن الروم وأهل المدينة لن يصدقوا أنك لن تقتلهم أو تسبيهم, وسيطلبون دليلاً على ذلك , وقد أهلكهم الجوع , فأرسل إليهم بطعام يكفيهم , ليصدقوا أن المسلمين لن يقتلوهم جوعاً .

فوافق " مسلمة بن عبد الملك " على إرسال ما لدى جيشه من طعام لنجدة أهل " القسطنطينية " ونقل " ليون " كل الطعام في السفن , ثم أوصد الأبواب دون المسلمين , الذين باتوا بلا طعام , حتى أكلوا الدواب من شدة الجوع , فأصبح جيش المسلمين , وجيش الروم يحاصر كلٌ منهما الأخر في القسطنطينية .

وكان " عمر بن عبد العزيز " وزيراً لسليمان بن عبد الملك " فأشار عليه بسحب الجيش ولكنه أبى أن يقال : تخاذل عن نصرة دين الله , فمات , وتولى الخلافة بعده " عمر بن عبد العزيز " الذي أصدرقراره في الخلافة , بفك الحصار , وسحب جيش " القسطنطينية " ممتنعة حتى دخلها القائد " محمد الفاتح " سنة 1453 م , وأسس فيها الدولة العثمانية , نسبة إلى الخليفة " عثمان " , حيث ظلت " الخلافة العثمانية " ما يقرب من سبعمائة 700 عام , حتى قام " كمال أتاتورك " سنة 1923 م , بتأسيس الجمهورية التركية , وإطلاق إسم " إستانبول " بدلاً من " القسطنطينية " .

وظهر لنا من سياق الأحاديث تلك المعاناة فيما يلي :

- فأما غزوة ستكون بلاءً وشدةً : سواء كانت التي قام بها " مسلمة بن عبد الملك " , أو التي قادها " محمد الفاتح " .

" يا علي , إنكم ستقاتلون بني الأصفر : كلمة إنكم تدل على جيش " مسلمة " .

ويقاتلهم الذين من بعدكم : تدل على جيش " محمد الفاتح " .
حتى تخرج إليهم روقة الإسلام : كلمة : حتى تعني : الزمن , وتفيد : طول المدة بين فتح " القسطنطينية " الأول و بين الفتح الثاني , الذي يخرج فيه صفوة المسلمين , من أهل الحجاز , وكما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم " الذين لا يخافون في الله لومة لائم " .
فيفتتحون القسطنطينية بالتسبيح والتكبير : دلالة على أنهم مؤيدون بنصر من عند الله لهم .


الغزوة الثانية للقسطنطينية وهي التي يقودها " المهدي " وفيها روقة الإسلام , أهل الحجاز , كما بين الحديث الأول : " يكون بينكم وبينهم صلحٌ , حتى يبني المسلمون فيها المساجد , وتغزون معهم من وراء القسطنطينية , ثم ترجعون إليها " فيختار أهلها الصلح مع المهدي وينضم المسلمون منهم إلى جيشه لفتح " روما الفاتيكان " وبعد بلوغ أسبانيا والتحالف مع " أوربا " تعبر الجيوش المتحالفة لغزو مدينة " القاطع " , فينتصرون ويغنمون , ويمر " المهدي " بها في طريق عودته إلى بيت المقدس , وهو الذي ورد في الحديث : ثم ترجعون إليها " .

فإذا انتهت معركة " وعد الآخرة , هرمجدون " , واندحر أعداء الإسلام , وأصبحت مدينة " بيت المقدس " عاصمة " للخلافة الإسلامية " , تجهز جيش " المهدي " لفتح القسطنطينية , وهي مدينة استانبول التركية , والتي يوجد فيها كنوز " بيت المقدس " وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون , في كنيسة الذهب , في " استانبول " .


الأحاديث التي تبين فتح القسطنطينية :


ما رواه ابن ماجة , عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لو لم يبق من الدنيا لطول الله عز وجل حتى يملك رجل من أهل بيتي يملك جبل الديلم والقسطنطينية .

جبل الديلم : جبال الأناضول التركية , وجبال طورس المحيطة بمدينة " إنطاكية " .


بعد فراغ " المهدي من معركة " هرمجدون " يتجه بجيشه شمالاً , فيفتح مدينة " إنطاكية " , ثم يسير حتى ينتهي إلى مدينة " استانبول " أو " القسطنطينية " فيفتحها هذه المرة بالقتال , حتى يطلب أهلها الصلح , وتكون بينهما هدنة , وتحالف , ويظهر ذلك من الأحاديث الواردة في هذا الفصل ومن الحديث الذي رواه الإمام أبو عمرو المقري , عن حذيفة بن اليمان , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال في قصة المهدي وبني إسرائيل , وفتح القسطنطينية : " فيقتلون بها ستمائة ألف , ويستخرجون منها حلي بيت المقدس , والتابوت الذي فيه السكينة , ومائدة بني إسرائيل , ورضاضة الألواح , وعصا موسى . ومنبر سليمان , وقفيزين من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل , أشد بياضاً من اللبن " .
وروى الحافظ أبو نعيم بن حماد , عن زياد بن ربيعة الحضرمي , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : " يسير منكم جيش إلى رمية فيفتحونها , ويأخذون حلية بيت المقدس , وتابوت السكينة , والمائدة , والعصا , وحلة آدم , فيؤمر على ذلك غلام شاب , فيردها إلى بيت المقدس " .ملاحظة : قوله فيؤمر على ذلك شاب , فيردها إلى بيت المقدس : ليس المقصود به المهدي وإنما القائد على الجيش , لأن جيش الفتح الإسلامي بقيادة " المهدي " يواصل مسيرة في اتجاه : " روما الفاتيكان " .

الزمن الذي تستغرقه تلك الملاحم :

ما رواه أبو داود , وابن ماجة , والإمام أحمد , عن عبدالله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج المسيح الدجال في السابعة " , وقال أبو داود : " هذا أصح الأحاديث في هذا الباب .


وهذه هي السنوات السبعة التي نرجح أن تستغرقها حروب , وملاحم , " المهدي " , قبل نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فيصاحبه " المهدي " عام واحد .


ترتيب تسلسل الأحداث قبل فتحها


ما رواه أبو داود , وأحمد , عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" عمران بيت المقدس , خراب يثرب , وخراب يثرب , خروج الملحمة , وخروج الملحمة , فتح قسطنطينية , وفتح قسطنطينية , خروج الدجال " .
1- خراب يثرب : وذلك عندما يهاجم الجيش السفياني " المدينة المنورة " ثلاثة أيام حتى يخربها , بحثاً عن " المهدي " الذي " يعوذ بالبيت الحرام , وهو الحديث الذي رواه البخاري ومسلم , عن أبي هريرة , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : يتركون المدينة على خير ما كانت , لا يغشاها إلا العوافي , يريد عوافي السباع والطير " .

وفي الموطأ الإمام مالك زيادة على أن " المدينة المنورة " ستكون مهجورة تماماً : " قال لتتركن المدينة على أحسن ما كانت , حتى يدخل الكلب أو الذئب فيغذي على بعض سواري المسجد أو على المنبر " .
وكلمة يغذي : أي يبول .

وقد نعلل خلو " المدينة " من البشر , إلى استعمال سلاح كيماوي , أو بيولوجي , أو نووي , أثناء الهجوم عليها , وهذا هو : " خراب يثرب " الذي ورد بالحديث .

2- عمران بيت المقدس : وبعد خراب " المدينة " يلجأ " المهدي " إلى " البيت الحرام " بمكة المكرمة , فيبايعه الناس , ويجتمع عليه الأمة من أرجائها , فيجتمع جيشاً جراراً لفتح " بيت المقدس " وبعد النصر في معركة " وعد الآخرة " يتخذ من " المدينة المقدسة " بفلسطين عاصمة لحكمه , وهو ما يعني : عمران بيت المقدس .

3- خروج الملحمة : وهي التي تسمى معركة " وعد الآخرة " أو " الملحمة " أو " وعد الله " أو " أمر الله " كما في القرآن والأحاديث , وهي زادت عن أربعين حديثاً , رواها البخاري , ومسلم , وأصحاب الكتب التسعة , وغيرهم .


**********

الباب الثالث
الملحمة الثالثة فتح روما الفاتيكان


روى الإمام أحمد , والدارمي , عن عبدالله بن عمرو بن العاص , قال " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية , أو رومية ؟ فقال : " مدينة هرقل تفتح أولاً " يعني قسطنطينية .
وهكذا يستمرالفتح غرباً , حتى يصل " المهدي " بجيشة إلى أسبانيا , فيقف على شاطئ الأطلنطي وعينه تتجه غرباً نحو " الولايات المتحدة الأمريكية " ولا يشغل باله سوى فتح هذه البلاد , كما سيأتي تفصيله .
**********

الباب الرابع
الملحمة الرابعة فتح فرنسا وأسبانيا – والتحالف الأوربي


روى أبو داود , وابن ماجه , وأحمد , عن ذي مخبر ( رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم , يقول : " ستصالحون الروم صلحا آمنا ، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم ، فتنصرون وتغنمون وتسلمون ، ثم ترجعون ، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول ، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب,فيقول: غلب الصليب,فيغضب رجل من المسلمين فيدقه ، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة فيثور المسلمون إلى أسلحتهم ، فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة "" . رواه أبو داود .
ستصالحون : دليلٌ على وقوع أحداثه في الزمن المستقبل , والروم تعني بما لا يدع مجالاً للشك : دول أوربا الموحدة الحالية .
بعد تحقيق " المهدي " لا نتصاراته المتواصله في جميع المعارك التي يخوضها , فإن الاتحاد الأوربي يقبل مهادنته والتحالف معه للخلاص من كابوس أعظم بالنسبة لهم , هو ما تبقى من أمريكا بعد الزلزال , لأنها السبب في كل مصائب العالم , فيوقعوا " صك الهدنة " مع " المهدي " بشروطه , وتحت قيادته لعبور المحيط الأطلنطي , إلى " مدينة القاطع " , بسبب الزلزال الذي قطعها إرباً .
**********
الباب الخامس
الملحمة الخامسة غزو أرض القاطع – ما بقي من الولايات المتحدة


في أثناء تلك الهدنة بين " المهدي " و " أوربا " , يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه سينشأ تحالفٌ عسكري – إسلامي ٌ أوربي , لغرض قيام الفريقان بغزو أرض عدو مشترك لهم , تقع وراءهم , أو في مواجهتهم , حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية , تقع بين خطي 15-65 شمالاً , وحيث أن كلمة وراء تعني : خلف

وتعني أيضاً : أمام , كما ورد ذلك في القرآن الكريم : ( وكان وراء هم ملكُ يأخذ كل سفينة غصباً ) .

وورد وصف " الدولة " التي يتم غزوها بجيش التحالف بقيادة " المهدي " في " التوراة " و " الإنجيل " و " أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم " وصفاً واضحاً جلياً .


أولاً : قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها " طانجة " فيفتحونها , ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها " القاطع " , وهي على البحر الذي لا يحمل جارية فيه .
قيل : يارسول الله , ولم يحمل لا يحمل جارية ؟

قال : لأنه ليس له قعر , وإن ما ترون من خلجان ذلك البحر , جعله الله عز وجل منافع لبني آدم , لها قعور فهي تحمل السفن .
قال حذيفة : فقال عبدالله بن سلام : والذي بعثك بالحق , إنَ صفة هذه المدينة في التوراة , طولها ألف ميل , وعرضها خمسمائة ميل "
طانجة : هي قرطاجنة المدينة الأسبانية , أو قرطاج .

البحر الذي لا يحمل جارية فيه : هو المحيط الهادي , لشدة عمقه الذي يصل أحد عشر كيلو متراً , وضراوة أمواجه التي ترتفع كالجبال الشامخات .


ثانياً : قال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليستخرجن المهدي ذلك حتى يرده إلى بيت المقدس ، ثم يسيروا ومن معه حتى يأتوا خلف رومية ، مدينة فيها مائة سوق ، في كل سوق مائة ألف سوقي فيفتحونها ، ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها مدينة القاطع على البحر الأخضر المحدق بالدنيا ، ليس خلفه إلا أمر الله تعالى ، طول المدينة ألف ميل ، وعرضها خمسمائة ميل ، لها ثلاثة آلاف باب،وذلك البحر لا يحمل جاريــة ( سفينة)، لأنه ليس له قعر ، وكل شئ ترونه من البحار إنما هو خلجان من ذلك البحر جعله الله منافع لبني آدم ."

حتى يأتوا خلف رومية : أي بعد فتح روما الفاتيكان , يستمر تقدم الجيش الإسلامي ناحية الغرب , فيفتح المدينة التجارية التي فيها :

- 100 سوق , في كل سوق 100 ألف سوقي , وهي فرنسا وأسبانيا .


مدينة يقال لها القاطع : أي يطلق ذلك الإسم على ما تبقى من أرض الولايات المتحدة , بعد الزلزال الكبير الذي يخسف بها ويقطعها إرباً .


على البحر الأخضر : أي " المحيط الهادي " كما ذكرنا في الحديث السابق , ولونه أخضر لشدة عمقه .
المحدق بالدنيا : أي الملتف حول قارات العالم الستة , والمحيط باليابسة , والجدير بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم , لم يدرس خرائط الجغرافيا وإنما هو مخاطب بالوحي من عند الله جل شأنه .


ليس خلفه إلا أمر الله تعالى : أي ليس خلفه يابسة بعد مدينة " القاطع " الولايات المتحدة الأمريكية , حتى يلتف فيعود إلى اليابسة من الناحية الأخرى .



ثالثاً : غزو " المهدي " لأمريكا في التوراة :

ورد غزو " المهدي " في " التوراة " لبلاد ينطبق وصفها على أمريكا العصر الحديث , ففي سفر النبي " إرميا " .

" أيتها الساكنة على مياه كثيرة , الوافرة الخزائن , قد أتت آخرتك كيل أغتصبك , قد حلف رب الجنود بنفسه , لأملأنك أناساً كالغوغاء فيرفعون عليك جلبة

أيتها الساكنة على مياه كثيرة : المقصود به أمريكا لأنها تقع وسط المحيطات الواسعة .


الوافرة الخزائن : أي أوفر ثروات العالم , وأغنى بلاد الدنيا .

آخرتك كيل اغتصبك : أي الجزاء والعقاب الذي أعده الله لها , في آخر الزمان الحالي .

قد حلف رب الجنود بنفسه : وهو قوله تعالى : ( وعزتي وجلالي ) .

لأملأنك أناساً كالغوغاء : أي الغوغاء في اللغة تعني الجراد الصغير قبل أن تكون له أجنحه كما ورد في التوراة " الغوغاء جنحت وطارت " .

والمعنى : الجيوش المندفعه كاندفاع الجراد , بحمية وجلبة شديدة .


الجراد الغوغاء , أو أناساً كالغوغاء : هو وصفٌ لجيش " المهدي " الكثيف أثناء قيامه بغزو تلك البلاد الوافرة الخزائن , الواقعة على المياه الكثيرة .


ووصف القرآن و أيضاً العرب بالحمية والاندفاع , في قوله تعالى : ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ) .


تتحدث هذه الآية عن أهل الجزيرة العربية قبل إسلامهم , فتصفهم بالاندفاع والحمية , وهي طباع أهل البداوة والصحراء .



والمعروف أن " المهدي " الذي يقود الأمة الإسلامية كلها , يولد بالمدينة المنورة , وينتسب لأهل الجزيرة العربية .
فيرفعون عليك جلبة : أي صياحاً , وهو في الحقيقة التكبير.
فالشاهد أننا نجد أن القرآن الكريم , والتوراة , والإنجيل , والأحاديث , تتلاقى معانيها لتدلنا على حقيقة واحدة واضحه وهي :

أن الدولة القادمة تكون الغلبة فيها لأمة الإسلام بقيادة المهدي


يتبع إن شاء الله ............
العنوان : بحث في النهاية لما يحدث لآخر الزمان وقربها من عصرنا الحاضر الجزء الرابع
الوصف : في معركة وعد الآخرة "هرمجدون" روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ قالَ: "تَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَان...

0 الردود على "بحث في النهاية لما يحدث لآخر الزمان وقربها من عصرنا الحاضر الجزء الرابع"

إرسال تعليق