بحث في النهاية لما يحدث لآخر الزمان وقربها من عصرنا الحاضر الجزءالثالث



الباب الثاني
انحسار الفرات عن جبل من ذهب وحدوث الفتن وجاء ترتيبها بالزمن في الأحاديث التالية
روى البخاري في صحيحه في كتاب الفتن باب خروج النار ، و مسلم في كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا أنجو .

و في رواية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً . نفس المراجع السابقة ، ورواه أيضاً أبو داود والترمذي [COLOR="Red"]و عن عبد الله بن الحارث بن نوفل رضي الله عنه قال : كنت واقفاً مع أبي بن كعب ، فقال : لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ؟ قلت : أجل ، قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يوشك الفرات أن ينحسر عن جبل من ذهب ، فإذا سمع به الناس ساروا إليه ، فيقول من عنده : لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله ، قال : فيقتتلون عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون . مسلم [/COLOR
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تذهب الدنيا حتى ينجلي فراتكم عن جزيرة من ذهب ، فيقتتلون عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون . رواه حنبل بن إسحاق في كتابه الفتن بسند صحيح .
أخرج هذا الحديث بالإضافة إلى الإمامين البخاري و مسلم ، كل من عبدالرزاق في مصنفه عن أبي هريرة ، و الإمام أحمد في مسنده عن معمر ، و في من طريق زهير ، و كذلك في عن طريق كعب . وأبو داود في سننه والترمذي في سننه ، وابن ماجة في سننه . كما أورده كل من الإمام أبي عمرو الداني في كتابه السنن الواردة في أكثر من موضع . وأيضاً أورده الإمام الحافظ نعيم بن حماد في الفتن في أكثر من موضع ، و أورده ابن كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم .

و قد جاءت ألفاظ أخرى شاذة للحديث المذكور ، وهي : ليحسرن الفرات عن جبل من ذهب حتى يقتتل عليه الناس ، فيقتل من كل عشرة تسعة . أخرجه ابن ماجة في سننه ، والإمام أحمد في مسنده ، ، . قال البوصيري : إسناده صحيح و رجاله ثقات : زوائد ابن ماجة . الحديث أورده الحافظ في الفتح ، و قال : و هي رواية شاذة ، والمحفوظ ما تقدم من حديث أبي هريرة عند مسلم ، و شاهد من حديث أبي بن كعب : من كل مائة تسعة و تسعون . و قال الألباني عنه : حسن صحيح دون قوله : من كل عشرة تسعة ، فإنه شاذ . صحيح ابن ماجة.

و كذلك وردت رواية أخرى عند نعيم بن حماد في الفتن من طريق آخر عن يحيى بن أبي عمرو عن أبي هريرة مرفوعاً ، و فيه : من كل تسعة سبعة ، و هو منقطع لأن يحيى روايته عن الصحابة مرسلة ، كما في التقريب ، و شيخ نعيم مبهم . 


أولاً : تعريف نهر الفرات : هو بالضم ثم التخفيف ، و آخره تاء مثناة من فوق ، والفرات في أصل كلام العرب أعذب المياه ، و مخرج الفرات فيما زعموا من أرمينية ثم من قاليقلا قرب خلاط و يدور بتلك الجبال حتى يدخل أرض الروم إلى ملطية ، و يصب فيها أنهاراً صغار ، ثم يمر بالرقة ثم يصير أنهاراً لتسقي زروع السواد بالعراق ، و يلتقي بدجلة قرب واسط ، فيصيران نهراً واحداً عظيماً يصب في بحر الهند الخليج العربي - ، أنظر : معجم البلدان.

ثانياً : الكلام على المعنى الإجمالي للحديث :
يقول الإمام النووي رحمه الله - في معنى انحسار الفرات : ومعنى انحساره ، انكشافه لذهاب مائه ، وقد يكون بسبب تحول مجراه ، فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب ، و هو غير معروف ، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من الأسباب ، و مر قريباً من هذا الجبل كشفه ، و الله أعلم بالصواب . أهـ . شرح صحيح مسلم .

يقول الحافظ ابن حجر عن سبب تسميته بالكنز ، في الحديث الأول ، و عن سبب تسميته بجبل من ذهب في الحديث الثاني : و سبب تسميته كنزاً باعتبار حاله قبل أن ينكشف ، و تسميته جبلاً للإشارة إلى كثرته . الفتح 
أما معنى أن يقتتل عليه الناس فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون و لا ينجو إلا واحد ، الظاهر من معنى هذا الحديث أن القتال يقع بين المسلمين أنفسهم ، لأن قتال المسلمين مع أعدائهم من يهود ونصارى وغيرهم يسمى ملاحم . 

ثالثاً : بيان زمن حدوث ذلك :
و قد اختلف الأئمة في تحديد زمن حدوث ذلك ، فذهب الإمام البخاري إلى أنه يقع مع خروج النار ، و يظهر ذلك من صنيعه أي من صنيع الإمام البخاري - ، إذ أدخل حديث حسر الفرات تحت باب خروج النار ، و أورد حديث أبي هريرة و حارثة بن وهب و لفظ حديث حارثة هو : تصدقوا ، فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته ، فيقول الذي يأتيه بها : لو جئت بها بالأمس ؛ لقبلتها فأما الآن فلا حاجة لي بها فلا يجد من يقبلها عقب الباب المذكور مباشرة تحت باب لم يترجم له بشيء ، مما يدل على أنه متعلق به ، فهو كالفصل منه ، و من ثم يؤخذ السبب في عدم قبول الناس ما يعرض عليهم من الأموال ، و كذلك سبب النهي عن أخذ شيء مما يحسر عنه الفرات ، و هو انشغالهم بأمر الحشر ، بحيث لا يلتفت أحد منهم إلى المال بل يقصد أن يتخفف منه ما استطاع . الفتح 
و ذهب الحليمي في المنهاج في شعب الإيمان إلى أنه يقع في زمن عيسى بن مريم عليهما السلام ، فإنه ذكر حديث حسر الفرات ثم قال : فيشبه أن يكون هذا الزمان الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المال يفيض فيه فلا يقبله أحد ، و ذلك في زمان عيسى عليه السلام ، و لعل سبب هذا الفيض العظيم ذلك الجبل مع ما يغنمه المسلمون من أموال المشركين ، والله أعلم . المنهاج . 

و ذكر القرطبي نفس كلام الحليمي و أقره على ذلك ، أنظر التذكرة 
و هناك حديث يؤيد هذا القول ، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة مرفوعاً ، و فيه : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً .. .. إلى أن قال : و يفيض المال حتى لا يقبله أحد . البخاري كتاب الأنبياء باب نزول عيسى عليه السلام.

أما ابن حجر فإنه لم يحدد لحديث حسر الفرات عن جبل من ذهب زمن معين ، لكنه ذكر ما ذهب إليه البخاري من أنه يقع عند الحشر ، و ذلك أثناء تعرضه لبيان الحكمة التي لأجلها نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأخذ منه ، و قد عد ذلك أي حسر الفرات عن جبل من ذهب صاحب الإشاعة ، من الأمارات التي تدل على قرب خروج المهدي . الإشاعة ، و الذي دفعه إلى القول بذلك ما رواه ابن ماجة من حديث ثوبان مرفوعاً : يقتتل عند كنزكم ثلاثة ، كلهم ابن خليفة . ثم ذكر الحديث في المهدي ، فإن كان المراد بالكنز الذي في حديث أبي هريرة ، دل على أنه إنما يقع عند ظهور المهدي قبل نزول عيسى و خروج النار ، و لكن ليس هناك ما يعين ذلك . الفتح 

و يبدو لي والله أعلم أن الأنسب حمل هذه الأحاديث على محمل واحد و هو أن ذلك يقع قبل ظهور المهدي , وقبل الخلافة الإسلامية بسبع سنين . 
رابعاً : سبب النهي عن أخذ شيء منه :
أما الحكمة التي لأجلها ورد النهي عن الأخذ من ذلك الجبل الذي يحسر عنه الفرات ، فقد ذكر العلماء في بيان الحكمة من ذلك عدة أسباب :- 
1- أن النهي لتقارب الأمر و ظهور أشراطه ، فإن الركون إلى الدنيا والاستكثار منها مع ذلك جهل واغترار .
2- لأنه لا يجري به مجرى المعدن ، فإذا أخذه أحدهم ثم لم يجد من يخرج حق الله إليه لم يوفق بالبركة من الله تعالى فيه ، فكان الانقباض عنه أولى . ذكره الحليمي احتمالاً في المنهاج 
3- إنما نهى عن الأخذ منه أنه للمسلمين فلا يؤخذ إلا بحقه ، ذكره ابن التين ، وقال كما حكى عنه الحافظ ابن حجر : و من أخذه و كثر المال ندم لأخذه ما لا ينفعه ، و إذا ظهر جبل من ذهب ، كَسَدَ الذهب ، و يبدو أن الإمام البخاري ذهب إلى اختيار القول الأول ، إذ أورد هذا الحديث تحت باب خروج النار مما يوحي بأنه يرى أن النهي عن الأخذ ورد لأنه عند الحشر و مع خروج النار ، وهو وقت انشغال الناس بأمر الحشر ، فإذا أخذ منه أحد لا يستفيد منه سوى الندم .

و ذهب القرطبي إلى اختيار القول الثاني ، و قال : و هو الذي يدل عليه الحديث . التذكرة. كذلك ذهب إلى اختياره الحافظ ابن حجر واستدل بحديث أبي بن كعب مرفوعاً : يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب ... ، و ذكر الحديث . و بهذا الحديث أبطل ما ذهب إليه ابن التين ، و قال : إنما يتم ما زعم من الكساد لو اقتسمه الناس بينهم بالتسوية و وسعهم كلهم ، فاستغنوا أجمعين ، فحينئذ تبطل الرغبة فيه ، و أما إذا حواه قوم دون قوم ، فحال من لم يحصل له منه شيء باق على حاله ، و عَقّبَ على القول بأن النهي ورد لكونه يقع مع خروج النار ، فقال : ولا مانع أن يكون عند خروج النار للحشر ، لكن ليس ذلك السبب في النهي عن الأخذ منه والله أعلم . الفتح 

خامساً : شبهة والرد عليها :
و ذهب بعض المتأخرين محمد فهيم أبو عبية في تحقيقه لكتاب الفتن والملاحم لأبن كثير - في حسر الفرات ، إلى معناه حسره عن الذهب البترولي الأسود .
الجواب : و ليس المقصود بهذا الجبل من ذهب النفط أو البترول الأسود ، و ذلك من وجوه :-

1- أن النص جاء فيه جبل من ذهب نصاً لا يحتمل التأويل ، والبترول ليس بذهب على الحقيقة فإن الذهب هو المعدن المعروف .
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن ماء النهر ينحسر عن جبل من ذهب ، فيراه الناس ، و النفط أو البترول يستخرج من باطن الأرض بالآلات من مسافات بعيدة .
3-أن النبي صلى الله عليه وسلم خص الفرات بهذا دون غيره من البحار والأنهار ، والنفط نراه يستخرج من البحار كما يستخرج من الأرض ، و في أماكن كثيرة متعددة .
4-أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الناس سيقتتلون عند هذا الكنز ، و لم يحصل أنهم اقتتلوا عند خروج النفط من الفرات أو غيره ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى من حضر هذا الكنز أن يأخذ منه شيئاً ؛ كما هي الرواية الأخرى عن أبي بن كعب رضي الله عنه ، ومن حمله على النفط ، فإنه يلزمه على قوله هذا النهي عن الأخذ من النفط ، ولم يقل به أحد . أنظر : إتحاف الجماعة ) فقد ذكر الشيخ حمود التويجري وجوهاً كثيرة للرد على هذه الشبهة .

أن حديث انحسار الفرات عن نهر الذهب قبل علامات الساعة الكبرى قطعاً .

وأنه يحصل القتال على ذهبه والمسلمون عنده ، ويدل على هذا نهي النبي صلى الله عن حضوره ، فهل سينهى كافراً ؟




من الأحاديث السابقة جاء ربط الفتنة الرابعة بخروج جبل من ذهب بعد 12 سنة من دوام الفتنة الرابعة فيكون عام 2012 -1433- فيصير عليه قتال بين الناس فيموت منهم تسعة أعشارهم فتأتي رايات سود من قبل خراسان وتبيدهم وفيهم المهدي ثم يستوطنوا المدينة المنورة فيخرج رجل يقال له السفياني وجيشه ويعيث في الأرض فسادا ويقتل ويتجبر ويغزو المدينة المنورة ويقتل في أهلها 
تأخذ الأحداث السابقة حوالي سنة واحدة , 
ونحسار جبل الذهب يكون قبل مبايعة المهدي بسبع سنين , كما سيأتي . والله أعلم .


الباب الثالث
محمد بن عبد الله (المهدي)أولاً : تعريفة : هو محمد بن عبدالله ينتسب إلى الحسن بن علي بن أبي طالب , جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أشبه الناس به , وقد جعل الله له كرامة خاصة , وهي يصلحه الله في ليلة ويجتمع عليه الأمة , ويعلي على يديه لواء الدين , ويسير النصر بين يديه ويفتح به أرجاء الأرض , ويجري له الخوارق .
وهو ليس من علامات الساعة الكبرى , ولكنه يعاين أربعة منها , وهي :
1- الخسف الذي يحدث بين مكة والمدينة , فيبتلع جيش السفياني .
2- ظهور المسيح الدجال .
3- نزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام .
4- خروج يأجوج ومأجوج .. والله أعلم .

روى الترمذي في صحيحه , عن عبدالله بن مسعود , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي "
ثانياً : مولده : في " المدينة المنورة " .

ذكرت الأحاديث أن " المهدي " من مواليد " المدينة المنورة " .

ثالثاً : وقت ظهوره : يكون عقب زلزال الأرض , المتوقع حدوثة " 2017- 1438 – لا يحدث خسوف وكسوف في أول رمضان ومنتصفه إلا في عام 1438هجرية من خلال الحساب الفلكي , وعلامات بالشمس والقمر , ووقوع اختلاف عند موت خليفة , يعقبه : حدوث صيحة وهدة في شهر رمضان , وتحزب للقبائل في الجزيرة العربية ووقوع المعمعة بينهم , ثم يسيل دم الحجيج في " منى " وتعيش الأمة من أسوأ أيامها شهراً ينتهي في يوم السبت العاشر من محرم سنة 2018-1439 – بمبايعة المهدي " خليفة المسلمين " وقائداً لهم . ورد في سنن أبي داود , عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من أهل الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون " »قال أبو داود وقال بعضهم عن هشام " تسع سنين " وقال بعضهم " سبع سنين ".

1- يكون اختلاف عند موت خليفة : اجتمعت أحاديث كثيرة على ذكر هذا الاختلاف , الذي يقع بالمملكة العربية السعودية , ويعد هذا الاختلاف مقدمة لظهور " المهدي " فيأتي على أثره بأشهر معدودة .
2- عند موت الخليفة : يقتتل ثلاثة أمراء كلهم أبناء خليفة واحد , مقتلة عظيمة , تمتد حتى تطال الحجيج بمنى .

ورد ذلك في سنن أبن ماجه , عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقتتل عند كنزكم ثلاثة , كلهم ابن خليفة , ثم لا يصير إلى واحد منهم , ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق , فيقتلونكم قتلاً لم يقتلة قومٌ , ثم ذكر شيئاً لا أحفظة , ثم قال : فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فأنه خليفة الله المهدي "
3- فيخرجونه وهو كاره , فيبايعونه بين الركن والمقام : تلك البيعة الأولى , ثم يخرج عليه جيش السفياني ليقاتله , فيحتل " المدينة المنورة " ثلاثة أيام بحثاً عنه , ولكنه يلجأ إلى مكة , فيتعقبه السفياني .
4- الخسف بالجيش : يخسف بهم بالبيداء : بين مكة والمدينة , وذلك الخسف الثاني من علامات الساعة الكبرى , لأنه ضربة من قدم جبريل عليه السلام , وهو قوله تعالى : (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب ) وهو من آيات الله التي ينصر بها المهدي , والتي تكون من أسباب جمع الأمة لمبايعته , والانضمام تحت لوائه .
5- ويلقى الإسلام بجرانه في الأرض : ينتشر الإسلام ويبلغ ربوع الأرض , ويعيش الناس في أمان و وجرانه : تعني غاية استقرار الأمر , وتمام نور الله تعالى , ووعده الذي أكده في قوله تعالى : ( والله متم نوره ولو كره الكافرون ) .

6- يلبث سبع سنين : ورد أنها سبع سنين , كما ورد أنها تسع سنين , وقد يمكث منفرداً سبع سنين , والجمع بينهما , أنه يمكث سبع سنين من بداية المبايعه , وحتى السنة السادسة ويكون فيه الخير والبركة والأمن , ثم تأتي الثلاث سنين قبل خروج الدجال في السنة السابعة وحتى السنة التاسعة فهذه ثلاث سنين جمعت في تسع سنين وينتهي الإشكال والله أعلم .

وهناك أحاديث تفصيلية تجاوز الستين حديثاً وأثراً , بكتاب " عقد الدرر في أخبار المنتظر " تحدثت عن العلامات المصاحبة " للمهدي " .
كما تأتي بتمامها إن شاء الله تعالى , في سياق الملاحم .

الفصل الخامس الملاحم
نتناول هنا أهم الملاحم التي يقودها " المهدي " من حيث ترتيبها الزمني , حيث لا نستطيع حصر كل الملاحم التي يقودها المهدي , ولكننا أعملنا البحث , كي نقدم الملاحم التي يقودها , ويكون لانتصاره فيها رفعة لشأن الإسلام , وعز المسلمين .

والجدير بالذكر أن جميع هذه الملاحم التي يقودها " المهدي " يكون النصر الساحق فيها للمسلمين بقيادته , لأن رايات النصر تسير بين يديه , ولاتهزم له راية أبداً , ويرتفع على يديه لواء الدين , ويفتح الله تعالى له أرجاء الأرض , ويجري على يديه الخوارق , وينصره بالتسبيح والتكبير , فتسقط له الحصون الشامخة , ويصيب الغنائم التي لايصيب أحدٌ مثلها من قبل .
**********

الباب الأول
الملحمة الأولى " معركة وعد الآخرة – ومعركة هرمجدون


البراهين الدالة على حتمية وقوعها :
أولاً : من القرآن الكريم , قوله تعالى : (وقلنا من بعده لبنى إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ) .

1- وقلنا من بعده : من بعد موسى عليه السلام في التوراة .

2- اسكنوا الأرض : سيحوا فيها بين الشعوب في الشتات , الذي بدأ سنة 135 ميلاية , عندما شتتهم القائد الروماني " سيفيروس " واستأصل شأفتهم من فلسطين .

3- فإذا : أداة شرط , يلزمها فعل شرط وجواب الشرط .

5- جئنا بكم لفيفاً : جواب الشرط : جمعناكم من الشتات , وجئنا بكم إلى أرض فلسطين مرة أخرى بوعد بلفور سنة 1917 . ثانياً : قوله تعالى : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أساتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا )

1- ليسوءوا وجوهكم : ليذيقوكم يابني إسرائيل أشد تنكيل , بعد علوكم الكبير .

2- وليدخلوا المسجد : المسجد الأقصى المبارك .

3- كما دخلوه أول مرة : أيام " نبوخذ نصر " البابلي .

4- وليتبروا ما علوا تتبيراً : يزيلوا من الوجود نهائياً كل ما بناه بنو إسرائيل في علوهم الثاني الكبير , في معركة تفنى كل ما على أرض الدولة العبرية , أشبه ما تكون بسياسة الأرض المحروقة .



ثالثاً : حتمية النصر في الزمن المستقبل على جميع أعداء الأمة الإسلامية , في مشارق الأرض ومغاربها .

رابعاً : موقع وعد الآخرة : على أرض فلسطين (الأرض المقدسة) تقع المعركة:
(وفي الواقع أنها تقع إلى الغرب من الأردن بين الجليل والسامرة في سهل جزريل، وعندما شاهد نابليون هذا المكان العظيم مرة قال إن هذا المكان سيكون مسرحاً لأعظم معركة في العالم، ذلك أن الكتاب المقدس يعلمنا أن آخر أكبر حرب في التاريخ سوف تخاض في هذا المكان من العالم والشرق الأوسط) .
(خلال مأساة هرمجدون سيتحرك عدو المسيح (الدجال) نحوالشرق الأوسط ويضع تمثالاً لنفسه في المعبد اليهودي، قدس الأقداس، ويطلب مـن العالم كله أن يعبدوه كإله) .
(إن ساحة معركة هرمجدون سوف تمتد من مجيدو في الشمال إلى إيدوم في الجنوب، مسافة 200 ميل، وتصل إلى البحر الأبيض المتوسط في الغرب وإلى تلال موهاب في الشرق، مسافة 100 ميل تقريباً – إن سهول جزريل والنقطة المركزية للمنطقة كلها ستكون مدينة القدس) .
وهكذا نجد أن كل الأدلة تشير إلى المنطقة التي سكنها بنو إسرائيل أحقابا من التاريخ هي التي ستكون مقبرة لهم.

خليفة المسلمين "المهدي" قائد الجيوش الإسلامية وجيوش التحالف

يتبع إن شاء الله ............
العنوان : بحث في النهاية لما يحدث لآخر الزمان وقربها من عصرنا الحاضر الجزءالثالث
الوصف : الباب الثاني انحسار الفرات عن جبل من ذهب وحدوث الفتن وجاء ترتيبها بالزمن في الأحاديث التالية روى البخاري في صحيحه في كتاب الفتن...

0 الردود على "بحث في النهاية لما يحدث لآخر الزمان وقربها من عصرنا الحاضر الجزءالثالث"

إرسال تعليق